محمد أنعم -
< تباً لوساطة السفير الأمريكي ولتعاطفه مع الشعب اليمني.. فقد تسبب بمشاعره الإنسانية التي جهر بها بأن تعلن القيادات المتشددة والمتطرفة في أحزاب المشترك وشركائها الحرب القذرة ضد أبناء الشعب اليمني في عقاب جماعي بشع.. الأمريكيون والأوروبيون وغيرهم من الأشقاء والاصدقاء كلما تحدثوا عن تهدئة.. أشعلوا نيران الحقد والكراهية لدى المشترك لتفجير أحزمة ناسفة تلحق أضراراً فادحة بحياة أبناء الشعب..
محمد أنعم
في أمريكا ضرب الإرهابيون برجي نيويورك.. ومذاك وأمريكا ومعها أوروبا يخوضون حرباً مستعرة طالت العديد من الدول.. ولعلها ستكون أطول الحروب في التاريخ.. وجوار السفارة الأمريكية بصنعاء تقوم عصابات أولاد الأحمر بتدمير حي الحصبة بالكامل وتشريد آلاف الأسر.. وكذلك يفعل المنشق علي محسن في حي الجامعة بشمال صنعاء.. ولا تتجلى حكمة التعامل مع تعاليم سيدنا المسيح عليه السلام إلاّ عندما يكون فيها موت المزيد من اليمنيين. الشعب اليمني يتضور جوعاً.. مئات الآلاف من المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية يتكبد أصحابها خسائر فادحة.. وتفوح منها روائح نتنة تؤكد فساد كل الأغذية المثلجة.. ولا مشكلة أن يعود الشعب إلى أيام هابيل وقابيل وعيش تلك الحياة الصعبة.. بل عليهم أن يكرروا اليوم ذلك الاقتتال العبثي.. ¿ يا الله.. أبواب الشيطان كثيرة في البلاد.. يا الله.. كيف استطاعت قيادات المشترك وأولاد الأحمر والحوثة والقاعدة بعد أن نفذوا العديد من العمليات الإرهابية ضد السياح والمصالح الغربية أن يقلبوا المعركة لضرب مصالح المواطنين اليمنيين البسطاء.. وكيف كانت عناصر القاعدة بالأمس تخوض حرباً ضروساً ضد الشركات النفطية لحرمان ما يسمونهم بأعداء المسلمين من النفط والغاز اليمني.. نجد جميعهم اليوم صاروا يمارسون نفس الأعمال الإرهابية لحرمان المواطنين اليمنيين من النفط والغاز.. للأسف.. لم يعد الجندي أو الضابط في الجيش اليمني عدواً للمشترك وشركائهم باعتبارهم عملاء لأمريكا واسرائيل والصليبيين كما يزعمون.. بل لقد صار اليمنيون جميعاً أعداء يجوز قتلهم بالرصاص أو بتسميم الماء أو بمنع الكهرباء أو جوعاً.. أو بإغلاق المدارس أو ضرب المساجد أو غير ذلك من الأساليب القذرة التي تنهك الشعب وتنسف بقايا أساسات اقتصاده الضعيف.. كل ما يحدث من دماء ودمار ودموع لايهم الأصدقاء والأشقاء.. وجُلّ همّهم شنق التجربة الديمقراطية اليمنية والانقلاب على النظام بطريقة الجنرال بيونشيت.. ¿ وبالرغم من كل هذه المأساة نجد الكل يمارس الوعظ على شعبنا.. الكل يريدون تقديم أنفسهم بأنهم انبياء ومرسلون، وان كل ما يقولونه مقدس يجب أن نتعامل به هكذا بطريقة فرعونية متجبرة.. مع أن كل أقوالهم وأفعالهم تشبه إلى حدٍ كبير أحكام قراقوش الشهيرة في التاريخ.. فها هو الشعب اليمني يشكو انعدام البترول والديزل.. يشكو انطفاء الكهرباء.. يشكو غلاء الأسعار.. زيادة المسلحين داخل العاصمة.. والقاعدة في أكثر من منطقة يمنية.. والواعظون يشددون على التهدئة وضبط النفس.. ويلعبون بالقوانين وإرادة الشعب اليمني لعبة البيسبول.. بل يريدون أن يتلذذوا بنزيف الدم اليمني أكثر وأكثر وكأنهم في حلبة لصراع الثيران لا يأبهون لحياة الناس ولا يقولون للمجرمين كفى.. بمعنى من حق عناصر المشترك وشركائهم أن ينصبوا المشانق ويبدأوا بعملية إعدام جماعي لأبناء الشعب.. ومن حقهم أيضاً استمرار قصف وتدمير كل بيوت الله ومَنْ فيها.. أليس كذلك؟! ووسط هذه الزوبعة المرعبة.. استكثر الأشقاء والأصدقاء على شعبنا حتى أن يمنوه ولو ببسكويت ماريا انطوانيت. أن تصادر كل حقوق المواطنين التي أكد عليها الإسلام وبقية الديانات السماوية والمواثيق الدولية، بهذه الصورة الفظيعة التي تتجسد في هذه الحرب الإرهابية على الشعب اليمني.. فليس هناك شيء مهم.. أو ذو قداسة.. أو يجب أن يُحترم.. ومن القبح أن يعتقد البعض أن ثمة اخلاقاً أو مبادئ أو قيماً تستحق التقدير وسط أعمال القتل الوحشية والدمار التي يسكت عنها اليوم من يجب أن يرفضوا كل هذا العار.. لكنهم للأسف يتساقطون في وحل هذا المستنقع الذي أُسقط اليمنيون فيه.. ومهما حاولوا أن يرقصوا ويظهروا عبقرياتهم ويدّعوا الحكمة والمعرفة، فإنهم ليسوا أكثر من جنود خرس إن لم يكونوا شركاء في جريمة سيلعنها التاريخ. ¿ يا الله.. لقد أصبح اليمنيون منهكين بسبب كل هذه الشياطين التي يلعنها أطفال اليمن.. نساء اليمن.. مساجد اليمن.. وأطلال مدنها التي عبث بها الوسواس الخناس.. نعم.. كل الضحايا الذين يُزفون إلى مقابر الخلود يومياً بالتأكيد سيظلون قرابين يبكيهم الشعب، حتى يستيقظ اليمنيون ويوقفوا عبث المتلذذين بسفك دماء الأبرياء من أبنائهم.. ولقد آن الأوان أن يلوذ اليمنيون إلى كهف في أقصى البلاد ويلتقوا- أشرف لهم من الفنادق والأماكن الراقية- ويضعوا حداً لهذه المهزلة.. وان يوقفوا بقية أهوال الكارثة التي جُرُّوا إليها..