موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الصحة تدين استهداف المجمع الحكومي وإذاعة ريمة - 37232 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - رغم أضرارها الصحية.. ملابس "الحراج" ملاذ الفقراء - فِعْلٌ شعبي.. يتحدى صُنَّاع المعاناة..هل تنتصر حسن النوايا على سوء الحرب..؟ - النظام السعودي يفرض مزيداٍ من العراقيل على الحجاج اليمنيين بمشاركة مرتزقته - عدوان أمريكي بريطاني جديد على الحديدة - القوات المسلحة تستهدف مدمرة بريطانية وسفينتين رداً على مجزرة مخيم النصيرات - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات - تجاوز حصيلة شهداء غزة 37 ألفاً منذ 7 أكتوبر - الخارجية تدين مجزرة مخيم النصيرات -
مقالات
الثلاثاء, 08-أغسطس-2006
الميثاق نت - ما يحدث في لبنان أكبر من قرار حرب اتخذته اسرائيل لاستعادة جنديين أسرهما حزب الله ولاحتى قرار أمريكي ينفذه الجيش الإسرائىلي لفرض القرار 1959، القاضي بإخراج القوات السورية من لبنان وكذا (تقليم أظفار المقاومة الإسلامية) لبسط الدولة اللبنانية سلطتها على‮ ‬كامل‮ ‬أراضيها‮.. ‬وكفى‮ ‬الله‮ ‬الجميع‮ ‬شر‮ ‬القتال‮- ‬فلو‮ ‬كان‮ ‬الأمر‮ ‬كذلك‮- ‬لكان‮ ‬بإمكان‮ ‬إسرائىل‮ (‬سحب‮ ‬البساط‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬أقدام‮ ‬المقاومة‮ ‬بإعادة‮ ‬الاسرى‮ ‬اللبنانيين‮ ‬والانسحاب‮ ‬من‮ ‬مزارع‮ ‬شبعا‮).‬ د‮.‬غيلان‮ ‬الشرجبي -
ما يحدث في لبنان أكبر من قرار حرب اتخذته اسرائيل لاستعادة جنديين أسرهما حزب الله ولاحتى قرار أمريكي ينفذه الجيش الإسرائىلي لفرض القرار 1959، القاضي بإخراج القوات السورية من لبنان وكذا (تقليم أظفار المقاومة الإسلامية) لبسط الدولة اللبنانية سلطتها على‮ ‬كامل‮ ‬أراضيها‮.. ‬وكفى‮ ‬الله‮ ‬الجميع‮ ‬شر‮ ‬القتال‮- ‬فلو‮ ‬كان‮ ‬الأمر‮ ‬كذلك‮- ‬لكان‮ ‬بإمكان‮ ‬إسرائىل‮ (‬سحب‮ ‬البساط‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬أقدام‮ ‬المقاومة‮ ‬بإعادة‮ ‬الاسرى‮ ‬اللبنانيين‮ ‬والانسحاب‮ ‬من‮ ‬مزارع‮ ‬شبعا‮).‬
فالأمر- إذاً- أكبر.. وتحكمه إرادة أكبر.. تسعى أمريكا لفرضه في المنطقة عموماً- وفقاً لرؤيتها الخاصة- التي ترسمها بنفسها- وليس على الجميع إلا القبول بها- وفي مقدمتها »شطب ثقافة المقاومة في المنطقة- عموماً« والتي تمثل (مصدر قلق للمشروع الأمريكي والصهيوني).. فهناك (مقاومة عراقية، فلسطينية، لبنانية) ووجودها يغذي روح الممانعة في الشارع العربي الإسلامي.. والذي لم يتحرك بالشكل المطلوب، كما أن النظام الرسمي العربي والإسلامي، وقف عاجزاً عن الارتفاع إلى مستوى الحدث- إذ خدرته، أو اذهلته أساليب الترهيب والترغيب الأمريكي- تارة بوعود انهاء الصراع سلمياً، واخرى بالتهديد، وإثارة الصراعات الداخلية.. الخ- لذلك عجز حتى عن انتزاع قرار دولي يفرق بين (مشروعية المقاومة) وبين (الحرب على الإرهاب).. رغم أن معالم المشروع الأمريكي محصورة في (التطويع، التطبيع، فرض الحلول من جانب واحد، هو‮ ‬الجانب‮ ‬الأمريكي،‮ ‬الصهيوني‮) ‬فحسب‮.‬
فإذا تمخضت الأحداث عن تمكين هذا المشروع، وتم (تصفية المقاومة اللبنانية) ثم (تركيع المقاومة الفلسطينية) فإن الإدارة الأمريكية والإسرائيلية ستتنفس الصعداء، فقد فتحت الطريق أمامها لفرض مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يعني ربط المنطقة بإرادة العولمة.. دون ممانعة، محتملة.. فمواجهة الأنظمة الرسمية محسومة- فهي لاتملك إلاّ (جيوشاً تقليدية غير قادرة على مقاومة القدرات الحربية المتطورة، التي اسقطت النظام العراقي- الأكثر تفوقاً في المنطقة).. والتي تعتبر الكثير من دولها تحت رحمة القواعد الأمريكية.. أو (جيوش الحلفاء) المسماة بـ(القوات الدولية) أو (القوات متعددة الجنسيات).. الخ.. فكلها تصب في خانة (صانع القرار الدولي) بل- وتمده بغطاء الشرعية الدولية (المنتهكة) والتي أفرغتها الهيمنة الأمريكية من دورها الإنساني، وجيّرت حتى (مجلس الأمن) لإجازة الوحشية العدوانية، وحماية الجلاد وإدانة الضحية.. والانقلاب على كافة تشريعات حقوق الإنسان وحق الشعوب في الحرية، والاوطان في التحرر.. فطلب الحرية صار خروجاً عن سيادة أمريكا- والتحرر صار إرهاباً، والمقاومة تهديد للأمن والاستقرار.. والتدمير للمدن والفتك بالمدنيين وإبادة الحجر والشجر- الأطفال والشيوخ والنساء- عمل مشروع.. أو كما وصفه المندوب الأمريكي في (مجلس الأمن) رود بولتن (ضريبة الأمن الإسرائىلي) والذي يجب ان يدفعه اللبنانيون- على مرأى ومسمع العالم باسره، وربما بوحشية تدميرية بشعة مقصودة.. تقول للمشاهد العربي الإسلامي- رسمياً وشعبياً- هذا مصير من يتحدى ارادتنا، أو يرفع صوته أو رأسه رافضاً للتطويع- وهذا ما لخصه مقولة (رئىس وزراء العدو- أولمرت): »سنواصل ضربهم حتى يدرك الجميع أن لا أحد يستطيع التحرش بإسرائىل)- وهنا- قد يتساءل البعض عن سر الصمت الدولي.. والجواب هو: ان الدول المؤثرة قد بصمت على مايحدث‮- ‬وتوافقت‮ ‬على‮ ‬إعادة‮ ‬تقسيم‮ ‬المنطقة،‮ ‬كل‮ ‬بحسب‮ ‬نفوذه‮..‬
ولأن (لبنان في نطاق النفوذ الفرنسي التقليدي) فقد كشفت تفاصيل السيناريو الذي يجري تنفيذه لنشر قوات دولية في جنوب لبنان، ان أمريكا لن تشارك فيها- لهذا رأينا الموقف الفرنسي يقتصر على (طلب عدم تدمير البنية التحتية اللبنانية) فقط.. ثم (فتح ممر للمعونات الإنسانية).. والسؤال الذي يفترض طرحه- الآن- هو: تُرى هل يمكن لهذا المشروع أن يمر بسلام- حتى إذا تم ابعاد (حزب الله عن المعادلة السائدة، كمقاومة مسلحة).. واقتصرت المواقف في المنطقة على (التظاهرات المحدودة) و(الاستنكار الهامشي) من البعض، والمناورات السياسية التي (تبصم سراً) و(تطلق التصريحات الدبلوماسية) من البعض الآخر..؟؟؟- وللرد على سؤال كهذا.. ينبغي التأكيد على: ان الأمنيات المتفائلة: (بأن المقاومة الإسلامية اللبنانية ستصمد، وستتجاوز هذه الهجمة البربرية، المدعومة أمريكياً) والمغطاة دولياً.. نعم.. لابد ان صمودها قد أذهل‮ ‬الجميع،‮ ‬وسجل‮ ‬لها‮ ‬انتصاراً‮ ‬تاريخياً‮.. ‬ولكن‮: ‬إلى‮ ‬متى‮ ‬ستصمد؟‮.. ‬وهل‮ ‬إذا‮ ‬فرض‮ ‬عليها‮ ‬الأمر‮ ‬الواقع،‮ ‬والقبول‮ ‬بإحلال‮ ‬قوات‮ ‬دولية‮- ‬يكون‮ ‬الرهان‮ ‬على‮ ‬ورقة‮ ‬المقاومة‮ ‬قد‮ ‬خسر؟؟‮.‬
والحقيقة هي (لا).. فربما سقوط رهان أمريكا والحلفاء أكثر احتمالاً.. والسيناريو البديل- هو: ان العولمة الاستعمارية بزعامة أمريكا- تحمل مشروعاً لايقبل التعايش، ولايؤمن بالمصالح المتبادلة- إنه لايؤمن إلا بفرض سياسات بواسطة القوة المتجبرة- الطاغية- وبعقلية استئصالية أصولية.. مسكونة بأوهام توراتية، تغذيها غطرسة التفوق العسكرية- لإدارة حروب مفتوحة ضد كل شيء وأي شيء.. إنها عقلية جمعت النزعة المادية (الميكافيللية) المفرطة، وعقيدة متصهينة، اختزلت الديانتين المسيحية واليهودية، بتحريفات اسطورية- عن (أرض الميعاد) و(تنفيذ مشيئة الرب)- وبهذه (الخلطة العجيبة) بين الأطماع الاحتكارية، والتطرف الديني- وهي توليفة لاحتكار شرعية الأرض والسماء.. تتجلى صورة المشهد الدولي- الذي انتفت فيه بوادر رفض هذه العقيدة الخرافية.. مادام (صانع القرار الأمريكي) قد أعطاها بُعداً مادياً.. يترك هامشاً‮ ‬للتحالفات‮ ‬المصلحية‮ ‬لشركائه‮ ‬الآخرين،‮ ‬اللاعبين‮ ‬الكبار‮- ‬الذين‮ ‬قدموا‮ ‬له‮ (‬فواتير‮ ‬آجلة‮ ‬وعاجلة‮ ‬لتمرير‮ ‬مشروعه‮)..‬
ومن يرصد التحولات (الألمانية، الفرنسية، الروسية، الصينية) أو غيرها سيجد أن لكل منها ضريبة مدفوعة- مباشرة وغير مباشرة- فـ(الفاتورة- إذاً- باهضة) و(أمريكا) هي الطرف المتعهد بتسديدها- والموارد العربية- أهم مصادر تمويل هذا التعهد- عن طريق (تقاسم مناطق النفوذ) وعلى حساب كرامة الإنسان وحرية الأوطان، واستقلالية القرار.. وتلك مؤشرات لبداية النهاية لهذا الوجود الاستعماري الذي حشد العالم للالتحاق بـ(خندقه) وهو حشد سيراكم اعباءه، ويعود بالوبال عليه.. وذلك من حيث:-
1‮- ‬متوالية‮ ‬النزيف‮ ‬المادي‮ ‬المتصاعد،‮ ‬والذي‮ ‬تزداد‮ ‬مضاعفاته‮ ‬كلما‮ ‬اتسعت‮ ‬رقعة‮ ‬الحرب‮ ‬المفتوحة‮ ‬مكاناً‮ ‬وزماناً‮.‬
2- تعتمد السياسة الأمريكية على (قوات متعددة الجنسيات) لإضفاء مشروعية دولية على طبيعة المواجهة، ولتقليل الخسائر البشرية في صفوف جنوده، لتجنب ضغوط الرأي العام الأمريكي، الذي مازالت (حرب فيتنام) تحتل حيزاً كبيراً في (ذاكرته الجمعية).. فهل (القوات المتعددة الجنسيات‮) ‬ستخوض‮ ‬حرباً‮ ‬بعيدة‮ ‬المدى،‮ ‬نيابة‮ ‬عن‮ ‬أمريكا،‮ ‬وهل‮ ‬هي‮ ‬طوعية‮- ‬مجانية‮- ‬وإلى‮ ‬متى؟
3- ان العدوان الأمريكي الشامل، سيتورط بمتوالية مواجهات تصفوية لامتناهية.. فإذا كان اسقاط النظام العراقي، قد حول العراق إلى ساحة مواجهة مع كافة خصوم أمريكا، من (انصار وكوادر طالبان والقاعدة) إلى (البعثيين وكادر الجيش والأمن للنظام السابق) وكذا (قوى المقاومة الوطنية والإسلامية للاحتلال) والذي أدى صلفه، وانتهاكات جنوده للاعراض إلى تصاعد تيار التمرد، وتصاعد حدة المواجهة.. فماذا لو التحقت لبنان بهذا التيار المقاوم لمشروع الهيمنة، بإعادة كادر حزب الله ترميم تنظيمه المنهك، وتحريض كافة انصاره من شيعة وغيرهم في العالم بأسره، للانتقام من (أمريكا) رأس الحربة في الحركة الصهيونية المتوحشة.. ثم- ماذا عن (فلسطين- سوريا- إيران) وماذا عن (حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة) الذي لن يستثنيهم مخطط إعادة رسم الخارطة السياسية- عموماً- كما لن يستثني حصتهم في نهب ثروات الشعوب- فلماذا‮ ‬يساومهم‮ ‬النظام‮ ‬الرأسمالي‮ ‬الاحتكاري،‮ ‬وقد‮ ‬صارت‮ ‬الثروات‮ ‬رهن‮ ‬تصرفه،‮ ‬ومصير‮ ‬القائمين‮ ‬عليها‮ ‬بيده‮..‬
إنها‮ ‬متوالية‮ ‬تداعيات‮ (‬الفوضى‮ ‬البنَّاءة‮) ‬التي‮ ‬تبشرنا‮ ‬بها‮ ‬أمريكا،‮ ‬وسيدفع‮ ‬ثمنها‮ ‬الجميع‮- ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ (‬أمريكا‮) ‬ذاتها‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الحرية لفلسطين بكل لغات العالم
عبد السلام الدباء

حق طبيعي للناس
أحمد عبدالرحمن

البقية في حياتك
حسن عبد الوارث

المؤتمر.. الحصن الحصين
يحيى الماوري

حرصاً على اليمن
أبو بكر القربي

النخبة التي كانت (2)
د. عبدالوهاب الروحاني

المتغيّرات تتسارع.. والفرص لا تتكرر
أحمد الزبيري

قراءة في سطور عن موسوعة (بن حبتور)
طه العامري

من (التفكيكية)كمعول هدم إلى المقاومة كإعادة بناء.. رؤية في الواقع والمتغيّر
محمد علي اللوزي

بين شارع المصلى وبيت الحَوِش!!
عبدالرحمن بجاش

حتى لا ننسى ذكرى تفجير جامع الرئاسة في اليمن
د. طه حسين الهمداني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)