محمد الجرادي -
المرحلة القادمة التي يتفق الجميع على أنها مرحلة تحوُّل.. هي بحاجة أيضاً إلى الشعور بالمسؤولية من الجميع.
ولن يتأتى ذلك.. مالم ترتقِ الأطراف السياسية المتنافسة بأساليب أدائها وخطابها وتقبل بالتنافس الشريف والاحتكام لمبادئ اتفاقها بعيداً عن التربص والهروب من مواجهة النتائج بدعاوى مضللة وكافرة حتى بإرادة الناس !!
وفي رأيي أن ما أفرزته الحالة السياسية خلال الفترة القليلة الماضية يستحق من بعض الأطراف السياسية إعادة النظر في معطياتها، حتى يتأكد على الأقل حرصها على المشاركة فحسب!.
وأحسب أن «المعارضة» معنية بالضرورة بهذه المسألة فهي حتى الآن لم تقدم ما يطمئن على شعورها بالمسئولية وهي تتهيأ لخوض هذا الاستحقاق الكبير، فهي بقدر ادعائها ذلك، بقدر ما تكشف عن نوايا مبيتة تضمر الإساءة للعملية الديمقراطية، وتشويهها.
-«المعارضة» اثبتت بمثل هكذا ممارسة- أنها ليست في مستوى المسؤولية لخوض هذه العملية الديمقراطية ولذلك سوف لن تكف قياداتها عن القول مسبقاً وبإصرار ان الانتخابات غير نزيهة!!
أقول «المعارضة» بهذا الاصرار لاتعبر عن موقف قوة أو مسؤولية أو حرص هو إيذان بانسحاب خاسرٍ ومبكر من مرحلة تدرك قياداتها أنها ليست بحجمها وليست بمقدار النهوض بأعبائها ومتطلباتها.
- نعلم أن «المعارضة» لم تنجح في دفعها إلى تأجيل الانتخابات، ولم تنجح في مخططها تعطيل العملية برمتها، فكان لها الاصرار المسبق على التشكيك في نزاهتها وقبل أن تبدأ.
- ومن الخطأ أن تعتقد «المعارضة» في موقفها هذا، مبرراً كافياً لستر عورتها التي هي مكشوفة في الأصل، وأتوقع أن تُكشف بصورة فاضحة ومجلجلة قريباً!
- من حقنا أن نقول لاخواننا في «المعارضة» ان الاحساس بالمسؤولية لايقبل التشكيك أو الاحكام المسبقة!!
وإن المسئولية تقتضي المواجهة والثبات، لا التنصل والهروب! ولطالما يتفق الجميع بأن المرحلة القادمة هي مرحلة تحوُّل.. نقول لهم أيضاً: القادم لاينتظر «المتشائمين» و«نافخي الكير».. القادم ينتظر من يملك تفاؤلاً به، وثقة في خوض غماره بروح متجددة وتدفق عطاء وبذل.
هروب مبكر
