احمد الرمعي -
من المتعارف عليه أن للانتخابات أجواءها الخاصة والتي لم نعد نستغربها كوننا تعوَّدنا عليها.. مُنذ أن أقرت التعددية الحزبية في هذا البلد.
ولكل حزب طريقته في حملته الانتخابية.. فهذا يوزع «قطم» الأرز والسكر.. وذاك يدَّعي دفاعه عن أبناء منطقة بعينها وذاك.. وذاك.. الخ.
والحقيقة أنه ومهما كان حجم الدعاية الانتخابية أو نوعها فإن «اخواننا» في حزب التجمع اليمني للاصلاح يتفوَّقون على الجميع دون منافس.
فما أن تبدأ حُمى الانتخابات حتى يخرج خطباؤهم ويعتلوا المنابر، ويخرجوا الى الفيافي والقفار ليرفعوا أصواتهم بصرختهم المعهودة: «الله أكبر».
نعم الله أكبر.. ولكن ليس من أجل استجداء صوت ناخب، بل من أجل الحق والدفاع عن دين الله.. والدفاع عن حقوق عباده، لا من أجل توظيف هذه الكلمة العظيمة في أغراض سياسية تدغدغ عواطف البسطاء.
الله أكبر في كل وقت وحين.. ولكن ليس لاستغلالها من أجل مكاسب حزبية.
أعلم أنه من حق أي حزب أن يمارس الدعاية الانتخابية التي يراها مناسبة له، وهو ما كفله الدستور والقانون.. ولكن «المساجد لله» وليست للترويج الانتخابي.
لأن الجامع مكان للعبادة وليس مكاناً للدعاية لأية فئة أو حزب وإن كان البعض يستغل هذه المنابر لمصلحة حزبه، ولكنني أؤكد أن ذلك ليس مسئوليتهم وإنما مسئولية وزارة الأوقاف التي من المفترض عليها أن تضع الضوابط والآليات والكيفية التي يتم بها اعتلاء المنابر!؟
حُمَّى الانتخابات!؟
