موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


شوروية المؤتمر تنعي رحيل الاكاديمي المجاهد - عدوان جديد على ميناء رأس عيسى - رئيس المؤتمر يواسي آل المجاهد - غوتيريش: الوضع في غزة من سيء إلى أسوأ - النواب يوجه رسائل لرؤساء برلمانات العالم - الامانة العامة تدين الاعتداء الذي طال مبنى المؤتمر بسقطرى - عدوان أمريكي جديد يستهدف 3 محافظات - عدوان على صنعاء وصعدة وعمران - فعاليات عربية لـ"الميثاق": اليمن الحر والمستقل لن يخضع للإرهاب الأمريكي - "أونروا": نفاد أمداداتنا من الطحين في غزة -
منوعات
الميثاق نت - نساء وبنات صغار يرقصن في حفل زفاف في القاهرة يوم 30 اغسطس اب 2006...رويترز

الأربعاء, 07-يوليو-2010
الميثاق نت/ العياط (مصر) -من عبد البصير حسن -
في ساحة صغيرة أمام أحد المنازل الريفية المتواضعة بقرية تابعة لمحافظة السادس من اكتوبر غربي القاهرة انشغل شاب منذ الظهيرة في تعليق لمبات بألوان زاهية وتثبيت عدد من مكبرات الصوت فوق بعضها البعض.
ثم أدار جهاز دي.جي فارتجت بيوت القرية على أنغام أغان ذات ايقاع راقص ومبهج لتنطلق بعدها الزغاريد من ذلك المنزل ومن منازل مجاورة.

في تلك الاثناء قامت طفلة ترتدي ثيابا قديمة بكنس تلك المساحة من الشارع الذي انتشرت به الحفر وسكنت على جوانبه بقع من روث قديم وحديث قبل أن تفرشه في المساء بحصير لتجلس عليه مدعوات قدمن لمجاملة أم شيماء صاحبة "العرس".

كان كل شيء على ما يرام في الفرح (العرس) باستثناء عدم وجود عريس أو عروس.

فالفرح لم يكن ككل الافراح وانما وسيلة فريدة لتدبير سيولة مالية دون اللجوء للبنوك أو الاقتراض من الاقارب والمعارف وبطريقة سريعة وامنة وكريمة.

لجأت أم شيماء التي تقيم مع زوجها وبناتها الصغار الثلاث في غرفة وردهة بتلك القرية التي تعتمد على الزراعة كمصدر أساسي للدخل الى اقامة ذلك العرس أو "الفرح" لتمويل حلمها بتغيير غرفة نومها المتهالكة وتسديد بعض الدين.

فقط بطاقات دعوة وأكواب من الشاي هي كل ما تطلبه الامر لكنها جمعت في تلك الليلة نحو ستة الاف جنيه (نحو 1060 دولارا) ساهمت بها نساء من قريتها ومن عدد من القرى المجاورة.

بعض هذا المبلغ دين جديد على أم شيماء أن ترده في مناسبات مشابهة للغير عاجلا أو اجلا وبعضه رد على مساهمات قدمتها أم شيماء في " أفراح" سابقة.

وعبرت أم شيماء التي يعمل زوجها كعامل نظافة بالعاصمة براتب لا يتجاوز 300 جنيه شهريا (أقل من 50 دولارا) عن سعادتها بما فعلت قائلة "الفرح ساعدني كثيرا وأتمني أن أتمكن من تسديد الدين الذي علي للمدعوات الجدد. ليس أمامي وسيلة أخرى غير الفرح."

واعتاد المصريون لاسيما أبناء الطبقات الشعبية اهداء العروسين عند الزواج مبلغا من المال على سبيل المجاملة يسمونه "نقوطا" وهو نوع من المساعدة غير المباشرة يمثل شكلا للتكافل الاجتماعي. لكن الجديد هو اقامة تلك الافراح دوريا دون مناسبة حقيقية لجمع النقوط من قبل قرويات يعتمدن عادة على عائل الاسرة في توفير المال.
يقول أحمد سعيد (45 سنة) الذي يعمل مقاول بناء في قرية مجاورة ان نسوة كثيرات يلجأن لتلك الوسيلة لمساعدة أزواجهن في بناء بيت أو شراء أثاث ومنهن زوجته. ويضيف "الناس تعبانة (اجهدها الفقر) والعملية كلها حريم في حريم فلم لا."

في القرية التي تنتمي لها أم شيماء يتسامح الرجال مع هذا السلوك من جانب نسوة القرية لكن في قرية مجاورة يتحفظ البعض.

يقول محمد (30 سنة) ويعمل واعظا ان هذه العادة "علمت النساء الجرأة بجانب أنها تسبب ضوضاء وهناك أغان وأحيانا رقص غير لائق من بعض الفتيات والنساء كما أنها صارت تجارة بدلا من وسيلة للتكافل والتعاون ودخلها التباهي والرياء."

وتقول الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ان الفقراء يبتكرون وسائلهم الخاصة في محاربة الفقر.

وتضيف لرويترز "هي وسيلة مضمونة للحصول على المال بشكل كريم لا تحتاج الى ضمانات سوى حسن السمعة لاسيما وأن مثل هذه الفئات لا يمكنها الحصول على قروض أو مساعدات بنكية تحتاج لضمانات ليست متوافرة لديهم."

وطبقا لتقديرات الامم المتحدة فان معدل الفقر المدقع في مصر يبلغ نحو 20 بالمئة لاسيما في المناطق الريفية والنائية. وتهدف مصر الى خفض نسبة من يعيشون بأقل من دولار في اليوم الى 12.1 بالمئة بحلول عام 2015 من 20.2 بالمائة حاليا.

ولدى أم شيماء خطط طويلة الاجل لتمويل مشروعاتها بالافراح وخاصة "الافراح الحقيقية" التي يحتفل فيها الناس بزواج عريس وعروس اذ تقول "سأجهز لبناتي بنفس الطريقة ان شاء الله."


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "منوعات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
حين يكون الضيف قاتلاً.. لا ترحبوا به !!
توفيق الشرعبي

حضرموت والانقسام السياسي: هل نحن أمام خطة لتقسيم اليمن؟
عبدالرحمن نشوان أبوراس

شعب وجلاد
فتحي بن لزرق

مستنقع اليمن
جمال عامر

العدوان في موسمه الثاني
عبدالرحمن العابد

وكأنها ليست بلدنا
احمد خرصان

أيقونة فن اليمن الكبير
علي أحمد مثنى

غزة.. ضمير الإنسانية
محمد علي اللوزي

أين الكتلة؟
عبدالرحمن بجاش

المعركة الداخلية..غورباتشوف اليمن سلاح العدو الأنجع
خالد العراسي

المستشفيات الفندقية جشع ورقابة ناعمة
د.محمد علي بركات

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)