موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


وسط تهديد بتشديد الحصار: الجوع.. سلاح ضغط أمريكي على صنعاء - تربويون وأكاديميون لـ"الميثاق": تحصين الجيل الجديد بأهمية الوحدة اليمنية ضرورة قصوى - الوحدة اليمنية خيار شعب ومصير وطن - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ عبدالكريم الرصاص - الأونروا: 600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح - المواصفات تنفذ نزولاً للتفتيش على محلات بيع الذهب - تقلبات جوية.. الأرصاد يكشف توقعات الطقس - حصيلة جديدة للشهداء والمصابين في غزة - استشهاد أكثر من 15 ألف طفل في غزة - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 35173 -
حوارات
الميثاق نت - < قال الدكتور صالح فضل السلامي- رئيس جامعة عمران- إن دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- للحوار جاءت في الوقت المناسب لتضميد الجراح وطيّ صفحة الماضي وإنهاء حالة التوجس وفقدان الثقة بين الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية.. وأكد أن خطاب فخامة الرئيس عشية الاحتفال بالعيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية كان خطاباً تاريخياً بكل المقاييس لاتسامه بالشجاعة والصراحة والموضوعية المتناهية، حاملاً في طياته حلولاً جريئة للمشكلات العالقة برؤية شاملة تعمل على تحقيق‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬للوطن‮.. ‬ودعا‮ ‬السلامي‮ ‬كافة‮ ‬الأحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬السياسية‮ ‬إلى‮ ‬التجاوب‮ ‬مع‮ ‬دعوة‮ ‬الحوار‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬التمترس‮ ‬واختلاق‮ ‬الحجج‮ ‬والذرائع‮.. ‬وإلى‮ ‬تفاصيل‮ ‬الحوار‮..‬

الإثنين, 07-يونيو-2010
حوار‮: ‬عارف‮ ‬الشرجبي -
< قال الدكتور صالح فضل السلامي- رئيس جامعة عمران- إن دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام- للحوار جاءت في الوقت المناسب لتضميد الجراح وطيّ صفحة الماضي وإنهاء حالة التوجس وفقدان الثقة بين الأحزاب والتنظيمات السياسية في الساحة الوطنية.. وأكد أن خطاب فخامة الرئيس عشية الاحتفال بالعيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية كان خطاباً تاريخياً بكل المقاييس لاتسامه بالشجاعة والصراحة والموضوعية المتناهية، حاملاً في طياته حلولاً جريئة للمشكلات العالقة برؤية شاملة تعمل على تحقيق‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬للوطن‮.. ‬ودعا‮ ‬السلامي‮ ‬كافة‮ ‬الأحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬السياسية‮ ‬إلى‮ ‬التجاوب‮ ‬مع‮ ‬دعوة‮ ‬الحوار‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬التمترس‮ ‬واختلاق‮ ‬الحجج‮ ‬والذرائع‮.. ‬وإلى‮ ‬تفاصيل‮ ‬الحوار‮..‬
‮ ‬
بدايةً‮ ‬ما‮ ‬قراءتكم‮ ‬لمضامين‮ ‬خطاب‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬الذي‮ ‬ألقاه‮ ‬عشية‮ ‬الاحتفال‮ ‬بالذكرى‮ ‬العشرين‮ ‬لإعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬المباركة؟

- لقد كان الخطاب تاريخياً بكل المقاييس، واتسم بالشجاعة والصراحة والموضوعية المتناهية.. فقد حمل في مضمونه التشخيص الدقيق للمشكلات، واضعاً العلاج الناجع لها برؤية شاملة من زعيم حكيم مجرب.. وعلى الجميع الاستفادة مما جاء فيه وبما يخدم الأمن والاستقرار والسكينة‮ ‬للوطن‮.‬

حكومة‮ ‬وطنية
‮ ‬
ما‮ ‬أبرز‮ ‬ما‮ ‬جاء‮ ‬في‮ ‬الخطاب‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك؟

- لا أبالغ إذا قلت ان كل فقرة في الخطاب تشكل أجندة وبرنامج عمل متكاملاً على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها.. إلاَّ أن الشيء الأكثر أهمية هو إعلان فخامة الرئيس استعداده لتشكيل حكومة وطنية من كل الاحزاب الممثلة في البرلمان على ضوء نتائج الحوار المرتقب الذي دعا اليه، ناهيك عن إعلان فخامته العفو العام عن المحتجزين على ذمة قضايا خارجة على القانون.. وفي تصوري فإن الخطاب قد فاجأ الكثير لاسيما أحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم الذين أصيبوا بارتباك كبير وجعلهم يتباينون في ردود الأفعال حيال الاستجابة لدعوة الحوار‮.‬
نوايا‮ ‬صادقة

‮< ‬ماذا‮ ‬تقصد‮ ‬بتباين‮ ‬ردود‮ ‬الأفعال‮ ‬تجاه‮ ‬دعوة‮ ‬الحوار؟

- من خلال التصريحات الصحفية وبيانات أحزاب المشترك وقياداتها نلمس ترحيباً بالحوار، وهناك تحفُّظ، وليس المهم الترحيب أو المشاركة في الحوار إنما النوايا الصادقة لحل القضايا العالقة والتي كانت خلال الفترة الماضية محل خلاف لأن المكايدة السياسية تغلبت على أطراف الحوار لاسيما اللقاء المشترك، ولذا نقول: إن على المتحاورين أن يغلبوا مصلحة الوطن على المصالح الحزبية وأن يبتعدوا عن اسلوب التمترس واختلاق الذرائع لإفشال الحوار، ويجب على كل فرقاء العمل السياسي أن يتعلموا من سماحة فخامة الأخ الرئيس الذي يتعامل مع الجميع من منظور‮ ‬واحد‮ ‬وزاوية‮ ‬واحدة‮ ‬هي‮ ‬السمو‮ ‬فوق‮ ‬الصغائر‮.‬
خطاب‮ ‬متفرّد

‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬بقية‮ ‬الاحزاب‮ ‬خارج‮ ‬المشترك‮ ‬هل‮ ‬شملتهم‮ ‬الدعوة‮ ‬للحوار‮ ‬أم‮ ‬هناك‮ ‬تهميش‮ ‬لهم‮ ‬كما‮ ‬يروج‮ ‬البعض؟

- ‬الدعوة‮ ‬شملت‮ ‬كل‮ ‬الفعاليات‮ ‬والأحزاب‮ ‬والتنظيمات‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬الساحة،‮ ‬وهذا‮ ‬سر‮ ‬تفرُّد‮ ‬هذا‮ ‬الخطاب‮ ‬الذي‮ ‬كانت‮ ‬مفرداته‮ ‬وأفكاره‮ ‬منتقاة‮ ‬بعناية‮ ‬فائقة‮ ‬إذ‮ ‬لم‮ ‬يستثنِ‮ ‬أحداً‮.‬

‬في‮ ‬تصورك‮ ‬هل‮ ‬شملت‮ ‬دعوة‮ ‬الحوار‮ ‬حلفاء‮ ‬المشترك‮ ‬بمن‮ ‬فيهم‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالحراك‮ ‬والحوثيين؟

- لن نكون أكثر ذكاءً وحكمة من فخامة الأخ الرئيس حيث حددت دعوة الحوار أن يكون الدستور والقانون والثوابت الوطنية هي سقف الحوار، وطالما وأن الذين سيشاركون في الحوار يؤمنون بالثوابت الوطنية - الثورة والوحدة والديمقراطية- فلا مانع من الحوار معهم.. ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلاً عندما دعا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لحوار شامل مع كافة الأحزاب بداية الثمانينيات سندرك أنه قد تحاور مع الجميع بمن فيهم أولئك الذين كانوا يسمون بالجبهة أو المخربين وكانت النتيجة أكثر إيجابية وبدلاً من التمترس ساد الود وتوصل الجميع‮ ‬الى‮ ‬صيغ‮ ‬للسلام‮ ‬في‮ ‬ربوع‮ ‬الوطن،‮ ‬فقد‮ ‬جلس‮ ‬اليساري‮ ‬المتشدد‮ ‬واليميني‮ ‬المتطرف‮ ‬والقومي‮ ‬وغيرهم‮ ‬على‮ ‬

طاولة‮ ‬الحوار‮ ‬الأخوي‮.‬

وماذا‮ ‬عن‮ ‬أحزاب‮ ‬المعارضة‮ ‬المنضوية‮ ‬في‮ ‬التحالف‮ ‬الوطني‮ ‬الديمقراطي؟

- كل الاحزاب والتنظيمات السياسية مدعوة للحوار، وإذا دققت في مفردات خطاب الأخ الرئيس ستجد فيه دعوة لكل الفعاليات السياسية دون استثناء، بل أن كل حزب أو تنظيم أو فعالية سياسية ستجد في الخطاب ما يعنيها ويلبي طموحها كلاً من زاويته.. إذاً فالدعوة للحوار شملت الجميع‮ ‬ومن‮ ‬يقل‮ ‬غير‮ ‬ذلك‮ ‬فعليه‮ ‬أن‮ ‬يعيد‮ ‬قراءة‮ ‬الخطاب‮ ‬أو‮ ‬يزيل‮ ‬الغشاوة‮ ‬من‮ ‬عينيه‮ ‬لتتضح‮ ‬له‮ ‬الحقيقة،‮ ‬أما‮ ‬الذين‮ ‬لايريدون‮ ‬الحوار‮ ‬فلن‮ ‬يعجزوا‮ ‬عن‮ ‬اختلاق‮ ‬الذرائع‮ ‬سعياً‮ ‬للمقاطعة‮.‬

سيناريوهات‮ ‬ظلامية
‮ ‬
ولكن‮ ‬كيف‮ ‬تفسر‮ ‬موقف‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالحراك‮ ‬والحوثيين‮ ‬الذين‮ ‬ضاعفوا‮ ‬من‮ ‬أنشطتهم‮ ‬المعادية‮ ‬للأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬بعد‮ ‬صدور‮ ‬الخطاب‮ ‬وقرار‮ ‬العفو‮ ‬العام؟

- هذا الموقف غاية في الأهمية ويجب أن نبحث في مسبباته ودوافعه، ولو اقتربنا قليلاً من هاتين الجماعتين سنجد أنهما منقسمتان على نفسهما، فالبعض لا يريدون السلام للوطن الا إذا أفضى الى تحقيق كامل طموحاتهم، ولأن ذلك غير ممكن على الاقل في الوقت الراهن، فقد سعى بعضٌ من هذه الجماعتين الى اختلاق الأزمات والمشاكل، ولا أستبعد أن تكون هناك أحزاب أو أطراف سياسية داخلية وخارجية توجههم لمزيد من أعمال العنف لإفشال الحوار وتعكير الاستقرار في الوطن.. ولهذا على الاحزاب الوطنية الشريفة إدراك هذا البعد وان يسعى الجميع لقطع الطريق‮ ‬على‮ ‬هذه‮ ‬السيناريوهات‮ ‬الظلامية‮ ‬التي‮ ‬لن‮ ‬تجلب‮ ‬غير‮ ‬الدمار‮.‬

حُسْن‮ ‬الاختيار

‬هل‮ ‬تقصد‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬أطرافاً‮ ‬تحاول‮ ‬عرقلة‮ ‬الحوار؟

- نحن لا نريد أن نستبق الاحداث وسوف نفترض حسن النية عند الجميع ومع ذلك لابد من أخذ الحيطة والحذر من أي مخططات تسعى لإفشال الحوار تحت حجج ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. وإذا حاولنا الاقتراب أكثر من تلك الاطراف سنجد أن هناك أناساً يسعون لإفشال عمل اللجنة الرئاسية حول المشاكل في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية حتى لا يتم التوصل الى صيغ محددة لتهدئة الوضع، وتلك الاطراف منضوية تحت ما يسمى بالحراك وأخرى للأسف الشديد ضمن اللجان الرئاسية، فيسعون لإفشال مهام اللجان لأن بعض أعضائها تم اختيارهم دون تروٍّ ولهم مصالح ببقاء الوضع متأزماً في تلك المحافظات بل نجد بعضهم رِجْلاً مع الدولة وأخرى تسعى مع الطرف الآخر، ولذا نتمنى تحرّي الدقة في اختيار اللجان المكلفة بحل المشاكل، فُحسْنُ الاختيار شرط لنجاح المهمة، ولا أنسى أن أشير الى ضرورة أن يضغط اعضاء احزاب المشترك على قياداته في تلك الكيانات لتستجيب لصوت العقل وأن تتوقف عن تلك الاعمال الخارجة على القانون حتى يُكتب للحوار النجاح وليس الدفع بها لمزيد من الأعمال كورقة ضغط على المؤتمر والحكومة لمزيد من المكاسب الحزبية.. وهنا لابد من الاشارة الى أن فخامة الأخ الرئيس عندما دعا للحوار‮ ‬دعا‮ ‬كونه‮ ‬رئيساً‮ ‬لكل‮ ‬اليمنيين‮ ‬وليس‮ ‬رئيساً‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬وعلينا‮ ‬طاعة‮ ‬ولي‮ ‬الأمر‮ ‬كواجب‮ ‬ديني‮ ‬ووطني‮.‬

ليس‮ ‬ضعفاً

‬إعلان‮ ‬فخامة‮ ‬الرئيس‮ ‬العفو‮ ‬العام‮.. ‬كيف‮ ‬تراه‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الراهن؟

- ليس بجديد على فخامة الرئيس هذه المواقف الانسانية والوطنية فهو السبّاق دائماً لتضميد الجراح وطيّ صفحة الماضي بعكس الآخرين الذين كانوا ينتقمون من خصومهم بالقتل بالبطاقة والهوية، ولذا أرجو من كل الذين شملهم قرار العفو العام أن يكونوا عند حسن الظن وعند مستوى المسؤولية، ولست مع الذين يقولون ان العفو جاء من موقف ضعف للدولة أو استعطاف لأن التاريخ عبر العصور يؤكد أن الدولة لا يمكن أن تكسر شوكتها مجرد جماعة خارجة على القانون، في الوقت الذي نرى كل الشعب مع الدولة.. وعلى كل حال فإن قرار العفو جاء ضمن محصلة تهدئة الوضع‮ ‬وقطع‮ ‬الطريق‮ ‬على‮ ‬المزايدين‮ ‬الذين‮ ‬بكل‮ ‬أسف‮ ‬يحاولون‮ ‬تكريس‮ ‬ثقافة‮ ‬الكراهية‮ ‬والعودة‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬قبل‮ ‬الوحدة‮.‬

الاتفاق‮ ‬أولاً

‬يرى‮ ‬البعض‮ ‬أن‮ ‬المسافة‮ ‬الزمنية‮ ‬التي‮ ‬تفصلنا‮ ‬عن‮ ‬الانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬المقبلة‮ ‬أصبحت‮ ‬قصيرة‮ ‬وقد‮ ‬يمر‮ ‬الوقت‮ ‬دون‮ ‬إحراز‮ ‬تقدم‮ ‬في‮ ‬الإعداد‮ ‬لها؟

- توجد اتفاقيات سابقة يمكن للمؤتمر وحلفائه والمشترك ومَنْ معه أن يبنوا عليها، وليس بالضرورة ان يبدأ الحوار من الصفر، ومع ذلك أقول: إذا خلصت النوايا لخدمة الوطن يمكن خلال فترة قصيرة إنهاء كل شيء، أما إذا كان هناك سوء نية فلا يكفينا عقوداً من الزمن لإجراء حوار حول قضية معينة، إذ بالإمكان الاتفاق على أشياء معينة توصلنا الى إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في الموعد المحدد، وتأجيل بقية النقاط إذا كان هناك اختلاف حولها الى ما بعد الانتخابات، وبالتالي نكون قد جنبنا الوطن مزيداً من المشاكل وكبرنا بنظر العالم أكثر‮ ‬وأكثر‮.‬

‬تشكيل‮ ‬حكومة‮ ‬وطنية‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬أغلبية‮ ‬مؤتمرية‮.. ‬ألا‮ ‬يُعد‮ ‬انتقاصاً‮ ‬من‮ ‬النهج‮ ‬الديمقراطي‮ ‬وعودة‮ ‬للتقاسم؟

- من أجل التوصل الى حلول للقضايا الوطنية الملحة يمكن أن نقدم أي ثمن، فالوطن أبقى مما عداه ولذا لا غرابة في مبادرة فخامة الرئيس واستعداده لتشكيل حكومة وطنية من المؤتمر وبقية الأحزاب، فهذا الزعيم هو رجل السلام في كل المحطات العصيبة وهو رجل الفكر والتسامح والقلب‮ ‬الكبير‮ ‬وكونه‮ ‬يعلن‮ ‬استعداده‮ ‬التخلي‮ ‬عن‮ ‬الأغلبية،‮ ‬فهذا‮ ‬لا‮ ‬يعد‮ ‬انتقاصاً‮ ‬للنهج‮ ‬الديمقراطي‮ ‬وإنما‮ ‬إضافة‮ ‬مفردة‮ ‬جديدة‮ ‬الى‮ ‬النهج‮ ‬الديمقراطي‮ ‬ويجب‮ ‬أن‮ ‬يتعلم‮ ‬منه‮ ‬الآخرون‮ ‬داخل‮ ‬وخارج‮ ‬اليمن‮.‬

الوحدة‮ ‬راسخة

‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬تحرص‮ ‬القيادة‮ ‬السياسية‮ ‬على‮ ‬لمّ‮ ‬الشمل‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يدعو‮ ‬لثقافة‮ ‬الكراهية‮ ‬والعنف‮ .. ‬هل‮ ‬ذلك‮ ‬سيعيق‮ ‬الحوار‮ ‬والوصول‮ ‬الى‮ ‬اتفاق؟

- ما نسمعه اليوم من أصوات نشاز هنا أو هناك هو عبارة عن زوبعة في فنجان ووسيلة للابتزاز، أما الوحدة فهي راسخة ولا خوف عليها كما يحاول البعض تصوير ذلك، والذي عاش وعاصر فترة التشطير يدرك النعمة التي نحن عليها الآن، ويعض على الوحدة بالنواجذ، وسيقاتل عليها بكل ما‮ ‬يملك‮..‬

وعبر صحيفة »الميثاق« أقول لكل الاحزاب والشرفاء والوطنيين: إن عليهم واجب كبير في توعية الأجيال بأهمية الحفاظ على الوحدة والثوابت، أما تلك الاصوات المسيئة للوطن والمواطن فنقول لهم اتقوا الله في وطنكم، وإذا كان لكم مطالب عادلة فالدولة قد شرعت لكم الأبواب وعليكم‮ ‬أن‮ ‬تسلكوا‮ ‬الطريق‮ ‬الصحيح‮ ‬في‮ ‬الحصول‮ ‬عليها‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬المناكفات‮ ‬ونبش‮ ‬الجراح‮ ‬التي‮ ‬اندملت‮ ‬يوم‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬مايو90م‮..‬

‬ألا‮ ‬ترى‮ ‬أن‮ ‬على‮ ‬الاحزاب‮ ‬واجباً‮ ‬في‮ ‬التوعية‮ ‬الوطنية‮ ‬التي‮ ‬أشرت‮ ‬اليها؟
- إذا كانت الاحزاب جادة وصادقة في الحوار من أجل الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره ، فلماذا لا تتفق فيما بينها وتشكل لجاناً مشتركة للنزول الميداني للمواطن وتوعيته بأهمية الثوابت الوطنية والحفاظ عليها، فذلك سوف يثبت أن الجميع يسعى لخدمة بلده وسوف يقطع الطريق على‮ ‬المزايدين‮ ‬والذين‮ ‬يحاولون‮ ‬شق‮ ‬الصف‮ ‬الوطني‮.‬

اقتتال‮ ‬وعزلة

‬أشرت‮ ‬الى‮ ‬المظاهر‮ ‬السلبية‮ ‬التي‮ ‬عاصرت‮ ‬فترة‮ ‬التجزئة‮.. ‬ما‮ ‬أبرزها؟

- المظاهر السلبية التي رافقت الفترة الماضية أثناء التشطير كثيرة وبعضها مدمرة كالاقتتال بين الأخ وأخيه سواء التي حدثت بين الشطرين أو التي حدثت في عدن بين الأخ وأخيه والرفيق ورفيقه كل أربع سنوات..ناهيك عن حالة العزلة التي سادت، فقد كان من الصعب على أحدنا أن يسافر من عدن الى صنعاء او تعز بل يعد ذلك خيانة عظمى يحاسب ويعاقب من يقوم بها أو يفكر بها فقط، وأتذكر أنني عندما انتقلت للعيش في صنعاء نهاية 1985م، حيث سافرت من عدن الى لندن بحجة دورة دراسية قصيرة ومن لندن سافرت الى صنعاء ثم بقيت في صنعاء حتى اليوم، وهذا الأمر احتاج منّي ثلاث سنوات للتحضير له، فقد كان السفر الى موسكو مثلاً بدون فيزة بينما السفر الى تعز أو البيضاء يحتاج الى مغامرة كبيرة وضمانات وسين وجيم وغيرها من الإجراءات المعقدة.. أما اليوم فنحن في نعمة.

لا‮ ‬حدود‮ ‬بيننا

‬ولماذا‮ ‬قررت‮ ‬السفر‮ ‬الى‮ ‬صنعاء‮ ‬وترك‮ ‬عدن؟

- لأني أؤمن أن الوطن واحد ولا فرق لديّ بين صنعاء وعدن أو لحج وتعز، فالوطن موحد منذ الأزل، وما وُجدت الحدود إلاَّ في ظل الاستعمار البريطاني والاحتلال التركي اللذين اتفقا على تقسيم مناطق نفوذهما في اليمن، فأوجدا الحدود الوهمية المصطنعة، كما أنني لاحظت أن فخامة الأخ علي عبدالله صالح منذ توليه الحكم عمل على تضميد الجراح والسعي نحو التنمية وبناء الجزء الشمالي من الوطن من خلال تحسين علاقته بالاخوة في الجزيرة والخليج والعالم بشكل عام، فأوجد الأمن والاستقرار في الوقت الذي كان الاخوة في عدن يسخّرون الميزانية من قوت الشعب وحاجاته لشراء الأسلحة التي لا تستخدم إلا لقتل بعضهم البعض، وأصبح المؤشر الاقتصادي حسب تقارير الدولة يقول إن النمو الاقتصادي (-7) مما اضطر العقول والمفكرين والاطباء والمهندسين ورؤوس الاموال للهجرة الى الجزيرة والخليج وباقي الدول.

مسئولية‮ ‬وطنية

‮ ‬ثقافة‮ ‬الكراهية‮ ‬التي‮ ‬يحاول‮ ‬البعض‮ ‬تكريسها‮.. ‬هل‮ ‬تشكل‮ ‬خطراً‮ ‬على‮ ‬الثوابت؟
- على الرغم من خطورة تلك الثقافة الا أنها لا تؤثر على عامة الناس بقدر ما تؤثر على جيل الشباب الذين لم يعايشوا المعاناة التشطيرية.. وعلى سبيل المثال عندما شاركتُ في مؤتمر طبي بالأردن عام 1983م عن الشطر الجنوبي، وشارك وفد من الشمال، أصرَّ الاخ الدكتور محمد فضيل رئيس وفد الشمال على أن ألقي كلمة اليمن الموحد مما أثار إعجاب كل الوفود العربية المشاركة، وهذا الموقف وغيره يجعلنا اليوم أمام مسؤولية وطنية وتاريخية تحتم علينا تكريس ثقافة الوحدة لدى جيل الشباب وتحصينهم من الثقافة الدخيلة.

‬كلمة‮ ‬أخيرة؟

- إذا كان لي من كلمة أود قولها فأوجهها للأحزاب والتنظيمات السياسية وكل الشرفاء في الساحة: أن الوطن يعاني من مشاكل اقتصادية كغيره من دول العالم، وإذا أردنا تجاوزها علينا جميعاً أن نرسخ الأمن والاستقرار والسكينة التي تعمل على تحفيز الاستثمار وجذب المستثمرين وتسهم‮ ‬في‮ ‬إنعاش‮ ‬اقتصادنا‮ ‬حتى‮ ‬نصل‮ ‬بالسفينة‮ ‬الى‮ ‬بر‮ ‬الأمان‮.{‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)