حوار / يحيى نوري -
زرت بمعية محافظ مأرب القيادي ناجي الزايدي، مقر فرع شركة النفط اليمنية بمدينة مأرب وهو مبنى رائع يتكون من دورين، بالإضافة الى بدروم تم إنشاؤه وفق مواصفات فنية عالية، وفي مقر الفرع كانت تدب هناك حالة من الحركة والنشاط بين موظفين ومرتادين لتلك المنشأة الحيوية والمهمة، وخلال تجوالنا في المبنى طلب المحافظ الزايدي الالتقاء بكافة كوادر الفرع للتحدث حول مهام وأنشطة الفرع، وكان له أن عقد اجتماعاً موسعاً في قاعة اجتماعات تعكس تجهيزاتها الفنية حرص الشركة على تقديم خدمات نفطية تتفق مع متطلبات المواطنين.
وكان لـ"الميثاق" أن حرصت وهي تزور تلك المنشأة على الالتقاء بالأخ عائض بن عبدالله دارس المدير العام للفرع -وهو قيادي شاب تم تعيينه قريباً- ووضعنا أمامه العديد من التساؤلات المرتبطة بأهداف وأنشطة الفرع.
وبدايةً تحدث دارس باهتمام بالغ عن شركة ا لنفط اليمنية قائلاً:
- شركة النفط اليمنية وكما تعلمون تعد إحدى وحدات المؤسسة العامة للنفط والغاز، وهي مؤسسة تابعة لوزارة النفط والمعادن، ونشاطها واهتماماتها تصب أساساً في القيام بعملية تسويقية للمنتجات النفطية على مستوى السوق المحلية، وقد قامت الشركة ومنذ إنشائها بأدوار مهمة في هذا الجانب الحيوي الداعم لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها بلادنا خلال هذا العهد الزاخر بالعطاءات المتواصلة، عهد فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، وكان لها - أي الشركة - أن لعبت دوراً مهماً ورئيسياً في دعم الاقتصاد الوطني وفي إمدادها الايجابي والفاعل للسوق اليمنية بالمشتقات النفطية المختلفة، كما عملت على توسيع وتطوير أنشطتها على مستوى الجمهورية من خلال اعتماد فروع فاعلة لها في المحافظات ومنها بالطبع محافظة مأرب.
ولاريب أن الشركة استطاعت وفي ظل مهامها الحيوية أن تنشئ لنفسها العديد من المنشآت والمباني والتي منها فرع مأرب الذي يعكس حرص الشركة على القيام بتقديم خدماتها على خير وجه.. ووجود هذا المبنى وغيره من الإنشاءات دليل على أن الشركة تسير بخطوات رائعة باتجاه خدمة المواطن لتلبية احتياجاته من المشتقات النفطية.. وليس بغريب على هذه الشركة أن تكون اليوم أحد الأعمدة الرئيسية الداعمة للاقتصاد الوطني، فقد أضحت وفي ظل دعم فخامة الرئيس - حفظه الله - تمتلك العديد من الأصول في المنشآت والمباني، بالإضافة الى امتلاكها أسطول نقل، ونفتخر نحن بل والاقتصاد الوطني أن يكون لدينا منشأة اقتصادية كشركة النفط رأس مالها يقدر بـ45 مليار ريال.
< أشرتم في معرض حديثكم إلى فرع الشركة في مأرب .. فماذا تقولون أيضاً عن الفرع عن معلومات جديدة؟
- الفرع يأتي - كما أشرت - تواصلاً لحركة التوسع النوعية للشركة والهادفة إيصال خدماتها الى مختلف مناطق التراب الوطني، وحقيقة أن العمل النفطي وبالأخص في جانب التوزيع للمواد البترولية قد شهدته محافظة مأرب منذ العام 1986م حيث أنشأت وقتها شركة النفط سكناً لها بمقر المجمع الحكومي في مأرب، ومن ثم تطور الاهتمام من قبل الشركة الى إيجاد فرع لها وهو هذا المبنى الذي نفتخر به والذي اضحى واحداً من أبرز المعالم الحضارية الجديدة التي شهدتها مدينة مأرب في هذا العصر الزاخر بالعطاء، والفرع كما هو محدد له من مهام ومسؤوليات يقوم باستقبال المواد البترولية القادمة من المصفاة لسد احتياجات المناطق الواقعة ضمن إطاره الجغرافي.
< ما المناطق التي شملها هذا النطاق الجغرافي؟
- تتمثل في محافظتي مأرب والجوف، بالإضافة الى جزء من محافظتي صنعاء وشبوة.
< عملية التوزيع للمشتقات النفطية هل تتم في إطار آلية محددة تختص بها الشركة دون غيرها؟
- كما أشرت - الشركة معنية بإيصال المشتقات النفطية الى تلك المناطق، وقد قامت بجهود إيجابية عبر فرع مأرب بإيجاد آليات فاعلة لإيصال المشتقات النفطية الى الجمهور دون عناء، حيث عمد الفرع الى منح تصاريح للقطاع الخاص الذي قام بدوره بإنشاء العديد من المحطات والتي بات اليوم يصل عددها الى 13 محطة تقريباً تم توزيعها على كافة المناطق في نطاق الإطار الجغرافي الذي أشرت إليه، إضافةً الى قيام الفرع بدور فاعل في تمويل المؤسسات الحكومية والشركات بالمواد البترولية وكذا العمل على ترحيل أية كميات زائدة عن حاجة الإطار الجغرافي الى بقية المحافظات من المصفاة.
< ما طبيعة الإنجازات التي أمكن للفرع القيام بتحقيقها و تمثل أرضية قوية وصلبة لنشاطه المستقبلي خاصة مع تزايد الحاجة للمشتقات النفطية في المنطقة التي يعمل في إطارها؟
- حقيقة شركة النفط اليمنية تعتمد في إدارة نشاطها على التخطيط الاستراتيجي الذي ينظر الى المستقبل ويحاول وفق أساليب موضوعية وعلمية التنبؤ لأبرز الاحتياجات من المشتقات النفطية لمختلف المناطق الواقعة في إطارها فروع الشركة، ونحن في فرع مأرب حريصون كإدارة على السير في هذا الاتجاه الاستراتيجي للشركة الأم، حيث لدينا العديد من المشاريع الطموحة المستقبلية التي نثق بأننا سوف نصل الى تحقيقها في ظل اهتمام الشركة بهذا الجانب، ومن أبرزها إنشاء خزانات استراتيجية في مأرب تفي بإحتياجات محافظات: مأرب، الجوف، شبوة، وصنعاء والتي يعمل الفرع في إطارها، وتخدم هذه الخزانات الاحتياجات المتزايدة للمشتقات النفطية على مستوى بقية المحافظات.. وهي زيادات ترصد الشركة باهتمام بالغ أرقام ومؤشرات توسعها وتطمح بالتالي الى إنشاء هذه الخزانات كواحدة من المشروعات المهمة لتأمين المشتقات النفطية للسوق اليمنية وبالصورة التي تواكب عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أننا نتطلع الى مواصلة جهود الشركة مع الفرع على إنشاء محطات أنموذجية تابعة للفرع، بالإضافة الى العديد من المشروعات التي تتطلبها حالة الزيادة المستمرة للمشتقات النفطية.
< هذا بالنسبة للمشروعات المستقبلية .. فماذا عن المشروعات التي تم إنجازها؟
- كما أشرت - إنشاء مبنى الفرع وتسوير أرضيته من الجهات الأربع، وإنشاء خزانات للمياه وهذه مشروعات تعنى بأشكال متطلبات البنية التحتية للنشاط النفطي للفرع، لكن المشروعات تتواصل حسب التحولات المتسارعة التي يشهدها العمل النفطي وخاصة على صعيد العملية التسويقية، ولكوننا نتحدث عن البنية التحتية لابد لنا أيضاً هنا من الحديث عن القدرات ا لبشرية التي يتسع فيها الفرع حالياً، فالفرع يتمتع بوجود أكثر من 250 موظفاً من مختلف الكوادر المؤهلة والمتخصصة في الجوانب النفطية والإدارية، كما أن الشركة تحرص على جعل الاسر والوظيفة للفرع كغيره من الفروع تتمتع بكافة المستحقات والامتيازات وبالصورة التي تهيئ مناخات مهمة لرفع مستوى الأداء الوظيفي والإداري ونحرص على أن يكون دائماً على درجة عالية من الحرفية باعتبار نشاط الشركة حيوياً ومهماً ولا يقبل أية ممارسات عشوائية ارتجالية بأي صورة من الصور.
< ماذا عن أرقام ومؤشرات المبيعات التي يقوم بها الفرع؟
- متوسط المبيعات الشهرية في تزايد ويعكس حجم الطلب، فمثلاً في البنزين هناك أكثر من 468 ألف لتر ومن السولار أ:ثر من 134 ألف لتر، أما في المازوت فهناك أكثر من 851، والكيروسين أكثر من 12 ألفاً.
وطبعاً هذه الكميات باللتر، لكن هذه الارقام - وكما أشرت - لن تكون ثابتة بفعل تزايد الطلب والاحتياجات لهذه المشتقات وهي طلبات تعكس النمو المتزايد في عملية التنمية التي تشهدها البلاد.
< هل جميع هذه المشتقات يتم التمويل لها من مصفاة مأرب؟
- نعم وتم تمويل فرع مأرب من منشأة الحديدة بمادة الكيروسين وذلك أثناء فترة الصيانة الدورية لمصفاة مأرب.
< أشرتم الى أن هناك محطات للقطاع الخاص .. البعض يقول: إن هناك محطات وهمية هدفها بيع النفط المدعوم لشركات عاملة داخل البلاد؟
- هذا أمر أقوله بكل صراحة أن الفرع وضع من ضمن أولوياته إجراء عملية رقابة غير عادية لمثل هذه الحالات وهي حالات ان تتم ضبطها يتم التعامل معها بصورة قاسية ذلك أن وضع حد لتلك الممارسات هو خدمة للاقتصاد الوطني، ولن نتهاون مع أية محطة بترولية تحاول القيام ببيع المشتقات النفطية خارج نطاق المواطن صاحب المصلحة الأولى من الدعم الحكومي للمشتقات النفطية ولن نسمح بأية صورة من الصور أن تقوم شركات بشراء النفط المدعوم.
< في حال اكتشاف شركات تقوم بهذه الممارسات .. ما هي طبيعة العقوبات التي سوف ستتخذونها ضدها؟
- حقيقة أن الشركات العاملة على مستوى الوطن مطالبة أن تشتري المواد النفطية من الحكومة وبأسعار تختلف عن أسعار المشتقات المدعومة وهي إذا ما اكتشفت فإن مثل تلك الممارسات الخارجة عن القانون لاريب أنها ستضع نفسها أمام المساءلة القانونية.
< لماذا لا تلتزم الشركات بشراء النفط غير المدعوم من قبل المركز أو على أن تبقي ذلك على مستوى تراخيص عملها؟
- هذا أمر معمول به ووزارة النفط ومنها شركة النفط اليمنية حريصتان على أن تقوم هذه الشركات بشراء النفط عبر القنوات الشرعية وبما يخدم الاقتصاد الوطني، ولا اعتقد أن هناك ما يجيز لهذه الشركات أن تقوم بمثل هذه الممارسات ولا أحد هناك يرضى بذلك.
< يقال أيضاً أن هناك محطات وهمية؟
- العملية الرقابية عملية مستمرة وأي استغلال رخيص لإنشاء محطة بترولية دون أن يكون لها نشاط واضح وجلي فإن الفرع لن يتهاون في سحب أي ترخيص من أية محطة تحاول الاستغلال الرخيص لترخيص عملها، كما أننا - كما أشرت لك في معرض حديثي - نحرص على تباعد المحطات النفطية التابعة للشركة وهي محطات يعتبر وجودها واحداً من السبل التي تضع حداً لأية ممارسات غير مسؤولة في الاستغلال الرخيص للمشتقات النفطية ومحاولة بيعها خارج إطار القنوات المحددة لها من قبل الحكومة والقانون.
< ما الصعوبات والعراقيل التي تقف عائقاً أمام نشاط الشركة في مأرب؟
- عملية القطاع والمشاكل القبلية التي تؤثر سلباً على إدارة الشركة في إيصال المشتقات النفطية الى السوق سواء على صعيد المناطق التي يعمل بها الفرع أو على صعيد المناطق التي تغطيها الشركة.. وهذه المشاكل للأسف الشديد لا تؤثر على إدارة فرع الشركة أو على مستوى إدارة المنشآت النفطية عموماً وإنما تؤثر على العديد من المنجزات الحياتية وأداء مختلف الأجهزة المعنية بها.
وأحب أن أشير هنا الى أن أبناء مأرب والجوف طيبون وحريصون على أن تدور عجلة التنمية في مناطقهم بالصورة ا لفاعلة، لكن هناك عناصر للأسف الشديد- تضع الجميع أمام مواقف محرجة.
< تقارير السلطة المحلية على إدارتكم .. كيف تقيمونها؟
- كما شاهدت بعينك كان الأخ المحافظ ناجي الزايدي في ز يارة للفرع يحاضر كوادر الفرع حول مختلف المنغصات التي تشوب عملية التوزيع للمشتقات النفطية والمحافظ يعبر عن مشكلاتنا جميعنا ونحن على درجة عالية من التعاون والتفاهم من أجل حل مختلف الاشكالات التي تعترض سير أداء شركة النفط ويجعلها أكثر قدرة على تقديم خدماتها بدرجة عالية من الأهمية.
كما أجدها هنا مناسبة لأن أقدم الشكر الجزيل لقيادة شركة النفط وعلى رأسها الاخ المدير العام للشركة ومختلف المسؤولين على ما يقدمونه من اهتمام بشؤون ا لفرع والحرص على تفعيل دوره ورفع مستوى أداء كوادره.
وإن شاء الله الفرع يواصل تحقيق العديد من المشروعات في إطار المرحلة القادمة وهو ما يدعونا هنا الى طلب المزيد من تعاون وتفاعل المواطنين مع كافة أهداف وبرامج الفرع والشركة عموماً..
مدير عام فرع شركة النفط بمأرب لـ"الميثاق": بيع النفط المدعوم للشركات أضــرّ بالاقتص
