حسن عبدالوارث -
ثار لغط بين أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر العاشر لاتحاد الادباء والكُتَّاب اليمنيين حول مكان انعقاد المؤتمر.. فقد رأى البعض أن تكون مدينة تريم بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الجاري.. فيما رأى آخرون أن تكون مدينة عدن لعدة اعتبارات بينها ذكرى مرور أربعين عاما ً على ولادة فكرة الإتحاد في تلك المدينة، ولأن المؤتمر العاشر يحمل اسم الفقيد الدكتور عبدالرحمن عبدالله - أحد مؤسسي الاتحاد - وهو ربيب عدن، عدا أنه منذ عشرين عاما ً لم تشهد عدن مؤتمراً للاتحاد، واعتبارات أخرى..
المهم في الأمر، أن الزملاء حين اختلفوا حول هذا الموضوع لجأوا إلى التصويت - كواحد من أرقى الحلول الديمقراطية للخلاف - فجاءت نتيجة التصويت لصالح مدينة عدن مكاناً لانعقاد المؤتمر العاشر لإتحاد الأدباء و"الكتباء ".. بالرغم من أن قيادة الاتحاد كانت قد اتفقت سلفا ً مع قيادة وزارة الثقافة على أن تستضيف مدينة تريم هذا المؤتمر.. واتفق الجميع على أن استضافة عدن للمؤتمر تندرج - في كل الأحوال - في نطاق الفعاليات الخاصة بالاحتفاء بمدينة تريم كعاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام..
مرة ً أخرى، يؤكد اتحاد الادباء أنه ساحة للحرية ودوحة للديمقراطية وواحة للتعددية.. وقد شهدت ُ خلافات دبَّت في أوساط الاتحاد، غير مرة، ولغير سبب - وكنتُ أحيانا ً طرفا ً في بعضها - فلم يكن أطراف هذا الخلاف أو ذاك يصطفون على أساس حزبي أو مناطقي البتة.. وقد كان الإرث النضالي في سبيل الوحدة - الذي حمله هذا الاتحاد على كاهليه لأربعين عاما ً- بمثابة الزاد الذي يمد صاحبه بالقوة كلما فُتَّ في عضده..
ومنذ ولادة الفكرة في عدن، في فبراير 1970م.. حتى تحقيق الحلم في عدن، في مايو 1990م.. تستعد عدن - خلال الفترة (8 - 11) مايو المقبل - للاحتفاء بأكثر الشرائح المساهمة في صناعة المجد الوحدوي من دون قطرة دم واحدة، وإنما بقطرات مباركة من الحبر المقدس.