موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الثلاثاء, 07-نوفمبر-2006
الميثاق نت - <p>لا أفكر أن أكتب رثاءً أو تأبيناً، وإن كنت سأفعل فنحن أحق بالتأبين من إخواننا الصاعدين إلى علياء الله.. فهم الأحياء على الحقيقة لانحن، ونحن الموتى لاهم، والمشكلة ليست في الموتى الأحياء عند ربهم، بل هي في الأحياء الموتى، هنا تحت أديم السماء وفوق جحيم الغبراء‮.‬ <br />الموت‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬أفر‮ ‬منه‮ ‬لايزال‮ ‬يتحاشاني،‮ ‬إمعاناً‮ ‬في‮ ‬الحرمان‮ ‬والعقوبة‮.. ‬وهو‮ ‬ذاته‮ ‬يرفع‮ ‬الأحبة‮ ‬إلى‮ ‬الله،‮ ‬ونبقى‮ ‬نحن‮ ‬سجناء‮ ‬الطين‮ ‬والسراب‮ ‬الأرضي‮.. ‬فمن،‮ ‬إذاً،‮ ‬أحق‮ ‬بالمواساة‮ ‬والعزاء؟‮!‬ <br />انتقى الموت زميلنا الرائع حميد شحرة، وإذ دمعت عيناي.. فلأن الحزن معنىً كثيفاً يلخص حاجتنا الدائمة إلى الاغتسال بأبجدية القلوب والفرار إليها من عالم موحش بالغربة، كلما فقدنا جزءاً منا وأخاً عزيزاً علينا،</p> أمين‮ ‬الوائلي -
لا أفكر أن أكتب رثاءً أو تأبيناً، وإن كنت سأفعل فنحن أحق بالتأبين من إخواننا الصاعدين إلى علياء الله.. فهم الأحياء على الحقيقة لانحن، ونحن الموتى لاهم، والمشكلة ليست في الموتى الأحياء عند ربهم، بل هي في الأحياء الموتى، هنا تحت أديم السماء وفوق جحيم الغبراء‮.‬ الموت‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬أفر‮ ‬منه‮ ‬لايزال‮ ‬يتحاشاني،‮ ‬إمعاناً‮ ‬في‮ ‬الحرمان‮ ‬والعقوبة‮.. ‬وهو‮ ‬ذاته‮ ‬يرفع‮ ‬الأحبة‮ ‬إلى‮ ‬الله،‮ ‬ونبقى‮ ‬نحن‮ ‬سجناء‮ ‬الطين‮ ‬والسراب‮ ‬الأرضي‮.. ‬فمن،‮ ‬إذاً،‮ ‬أحق‮ ‬بالمواساة‮ ‬والعزاء؟‮!‬ انتقى الموت زميلنا الرائع حميد شحرة، وإذ دمعت عيناي.. فلأن الحزن معنىً كثيفاً يلخص حاجتنا الدائمة إلى الاغتسال بأبجدية القلوب والفرار إليها من عالم موحش بالغربة، كلما فقدنا جزءاً منا وأخاً عزيزاً علينا، واستيقنا أن العالم صار موحشاً أكثر من ذي قبل.. ومجدباً، بارتحال الأحبة الأقرب إلى صحيفة أحلامنا المشتركة وصفحة القلب المزروع بأبجديات أقرب إلى السماء منها إلى الطين، ووجوه تمنحنا السكنى إلى وطن أزلي، كُنَّاه.. أو كنا فيه ذات دهشة وكأنها لمحة، قبل النزول إلى الشهوات والتلبس بإطار من جسد طيني خاص بالنزلاء، مثلنا،‮ ‬في‮ ‬زنزانة‮ ‬الأرض‮ ‬أو‮ »‬أسفل‮ ‬سافلين‮«.‬ قبل أسابيع قليلة من ذهابه إلى الله، ترافقنا وحميد شحرة في سفرية أخذتنا إلى محافظة صعدة، في الصباح قاسمني حميد أعواد القات وقاسمته حواراً قصيراً أفضى إلى الاختلاف ولكنه لم يؤد إلى الخلاف، أو حتى القليل منه. أتذكر‮ ‬أنني‮ ‬صافحته‮ ‬طويلاً‮ ‬وسألته‮ ‬صادقاً‮: »‬أرجوك‮.. ‬كن‮ ‬صديقي‮« ‬فابتسم‮.‬ وأتذكر‮ ‬أنه‮ ‬ضرب‮ ‬لي‮ ‬موعداً‮ ‬لحوار‮ ‬جاد‮ ‬جعل‮ ‬عنوانه‮ »‬يا‮ ‬تقنعني‮.. ‬يا‮ ‬أقنعك‮«.‬ والآن‮.. ‬هل‮ ‬مازال‮ ‬الموعد‮ ‬قائماً؟‮ ‬أمازلت‮ ‬أختلف‮ ‬مع‮ ‬حميد؟‮ ‬وهل‮ ‬كان‮ ‬بوسعي‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬أنتهز‮ ‬الفرصة‮ ‬كاملة‮ ‬لأختلف‮ ‬مع‮ ‬رجل‮ ‬حقيقي‮ ‬وموقف‮ ‬جاد؟‮!‬ بالتأكيد‮.. ‬كلفني‮ ‬ذلك‮ ‬أسفاً‮ ‬يحضرني‮ ‬كلما‮ ‬تذكرت‮ ‬أنني‮ ‬في‮ ‬لحظةٍ‮ ‬ما،‮ ‬دفعت‮ ‬حميد‮- ‬يرحمه‮ ‬الله‮- ‬إلى‮ ‬الانفعال‮ ‬والاحتداد‮ ‬في‮ ‬وجهي،‮ ‬اعتذر‮ ‬لي‮ ‬بعدها‮ ‬وحدثني‮ ‬عن‮ »‬السكر‮« ‬الذي‮ ‬يعاوده‮ ‬باستمرار‮.‬ الآن‮.. ‬أنا‮ ‬أكثر‮ ‬حاجة‮ ‬إلى‮ ‬الإعتذار‮.. ‬وأحوج‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬الساعة‮ ‬إلى‮ ‬مصافحة‮ ‬أخي‮ ‬وزميلي‮ ‬حميد‮ ‬شحرة‮.. ‬وأطلب‮ ‬منه‮ ‬بصدق‮ ‬أكثر‮: »‬أرجوك‮.. ‬كن‮ ‬صديقي‮«.‬ رحمة‮ ‬الله‮ ‬تغشاه‮.. ‬وصلواته‮ ‬على‮ ‬روحه‮ ‬المحلقة‮ ‬في‮ »‬الناس‮« ‬أجمعين‮.. ‬أخانا‮ ‬وصديقنا‮ ‬حميد‮ ‬شحرة‮.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)