گتب/ جمال مجاهد -
توقّع نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي المهندس هشام شرف عبد الله زيادة حجم الدعم التنموي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لليمن وارتفاع وتيرة التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بعد قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي صدر مؤخراً ودعا فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى دعم التنمية والإصلاحات في اليمن.
وقال شرف لـ "الميثاق" إن المرحلة القادمة ستشهد مزيداً من الدعم الأمريكي للمشاريع الإنمائية الخدمية والإنسانية، واستمرار التعاون الثنائي بين اليمن وأمريكا في مختلف الجوانب الاقتصادية والتنسيق على المستوى السياسي والعسكري والأمني لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن ومنطقة البحر الأحمر وخليج عدن ومكافحة الإرهاب.
مؤكداً أن متطلبات دعم وحدة وأمن واستقرار اليمن تأتي في أولويات التعاون الثنائي لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية وخاصة تمرّد الحوثي في بعض مديريات محافظة صعدة، وأعمال العنف والفوضى التي يقوم بها ما يسمى بالحراك الجنوبي الانفصالي في بعض المديريات بالمحافظات الجنوبية والشرقية، ونشاط تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، وذلك من أجل تدعيم الأمن والاستقرار في اليمن والذي يعتبر شرطاً أساسياً للأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار نائب وزير التخطيط إلى أن قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي شدّد على أهمية عدم تجاهل التحديات التي تواجهها اليمن في الآونة الأخيرة، يشكّل فاتحة لعمل كبير، ويأتي في إطار تطوير العلاقات اليمنية الأمريكية في العديد من المجالات التي استهدفتها اتفاقية المساعدة الثنائية الموقّعة بصنعاء مؤخراً بين الحكومة اليمنية ونظيرتها الأمريكية وتقضي بتقديم 121 مليون دولار حتى عام 2011 لدعم التنمية في اليمن وبشكل خاص قطاعات التعليم والصحة والزراعة.
وطالب القرار الذي صوّت عليه أغلبية أعضاء مجلس شيوخ الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي بمساعدة اليمن بكل السبل المتاحة، حيث تقدّم عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي بنجامين كاردن والجمهوري ريتشارد لوجار بمشروع هذا القرار الذي نبّه إلى التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها اليمن ودول المنطقة بسبب ظاهرة الإرهاب.
وفي هذا الصدد أوضح شرف أن القرار الأمريكي جاء في ختام تقييم العلاقات الثنائية وآفاقها المستقبلية، ويعتمد على نظرة استراتيجية بعيدة المدى ولا يرتبط بمراحل أو فترات زمنية مؤقتة.
وقال شرف "أرى أن ما أقرّه مجلس الشيوخ الأمريكي يعكس وجهة النظر الأمريكية المهتمة باليمن والتي تدرك أهمية اليمن السياسية والجغرافية في محيطها الإقليمي، كما يؤكد القرار الرغبة والاتجاه نحو تطوير العلاقات على مختلف المستويات، ويبيّن وجود تفاهم بين الجانبين لتعزيز التعاون الثنائي، وتقدير لدور اليمن المهم في صنع استقرار المنطقة والذي يستلزم عملاً كبيراً من الطرفين".
وشدّد شرف على أن المرحلة القادمة تستدعي العمل المشترك والالتزام بترسيخ ودعم الوحدة اليمنية كمبدأ وأساس لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال "إن موقف أمريكا ينبغي أن يتكامل مع موقف بقية دول المنطقة وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية، والذي يتمثّل في أهمية وجود يمن موّحد ومستقر وآمن يسير نحو التنمية وبما يعزّز استقرار وأمن دول شبه الجزيرة العربية ومنطقة البحر الأحمر وخليج عدن".
ولفت شرف إلى أن العلاقات بين البلدين قديمة وعريقة وأن التعاون الثنائي يعود إلى السبعينيات، وتضمّن دعماً أمريكياً لمشاريع تنموية وخدمية في اليمن. وشهدت العلاقات اليمنية الأمريكية نقلة نوعية ودخلت مرحلة جديدة وواعدة من التعاون بتوقيع اتفاقية المساعدة الثنائية التي تقضي بتقديم 121 مليون دولار خلال العامين 2010 و2011 لدعم التنمية في اليمن.
وكان قد وقّع الاتفاقية عن الجانب اليمني نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل الأرحبي، وعن الجانب الأمريكي سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء ستيفن سش ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بصنعاء الدكتور جيف آشلي.
وعقب توقيعه الاتفاقية قال السفير الأمريكي بصنعاء ستيفن سش إن اتفاقية المساعدة الثنائية توفّر أكثر من 30 مليون دولار خلال العام الحالي، ومن المنتظر أن تقدّم ما مجموعه 121 مليون دولار خلال الأعوام الثلاثة القادمة ليمثّل إعادة تأكيد لتلك الصداقة، ويظهر التزام الشعب الأمريكي بمساعدة اليمن لتتخطّى تحدّياتها التنموية.
وأعلن سش أن المشاريع المهمة التي ستتحمّل هذه الاتفاقية تكلفتها سوف تساعد على "ضمان حصول المزيد من أطفال اليمن على التعليم النوعي والخدمات الصحية، وحصول مزيد من الآباء اليمنيين على وظائف جيّدة تتيح لهم المساهمة في تنمية بلادهم، كما تسمح للمزارعين اليمنيين بزرع المزيد من المحاصيل الزراعية وسهولة أكثر للوصول إلى الأسواق، وتوفّر للمؤسسات اليمنية العامة آليات أفضل لتلبية احتياجات الشعب". .وأوضح السفير سش أن الدعم الأمريكي الذي نما نمواً كبيراً يدلّ على إدراك الحكومة الأمريكية للمتطلبات والضروريات المرتبطة باحتياجات اليمن المباشرة، ويعكس الثقة بأداء وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وهذا العون سيجد طريقه إلى أشدّ الفئات احتياجاً في اليمن وسيعمل على تحسين مستوى معيشتها. وتابع "واقتراناً مع جهود الإصلاح التي التزمت بها الحكومة اليمنية، فإن هذه المشاريع ستساعد على ضمان مستقبل أكثر إشراقاً لكل مواطني هذه البلاد".
وقال سفير الولايات المتحدة "نيابة عن الشعب الأمريكي أنا فخور بتوقيع اتفاقية المساعدة هذه والتي تواصل تاريخ التعاون الطويل بين بلدينا. إن الشعب الأمريكي فخور بصداقته مع الشعب اليمني. نتطلّع إلى التعاون مع الحكومة اليمنية والقطاع الخاص وشرائح المجتمع ومنظمات المجتمع المدني وكل الشعب اليمني خلال فترة عملنا معاً لتنفيذ المشاريع المهمة التي تكفّلت بها هذه الاتفاقية".
هشام شرف: قرار مجلس الشيوخ الأمريگي يعكس دور اليمن المهم في استقرار المنطقة
