عبدالعزيز الهياجم -
في سبتمبر 2004م لقي رأس فتنة التمرد وشرارتها الأولى حسين بدرالدين الحوثي مصرعه خلال الجولة الأولى من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين، والتي كنا نأمل ان تكون الحاسمة لولا روح التسامح وحسن النوايا التي أبداها النظام السياسي تجاه المتمردين الذين استغلوا ذلك لإعادة ترتيب أوضاعهم وتجميع صفوفهم والحصول على مزيد من الدعم من جهات خارجية معروفة.
ولأن سبتمبر 1962م شهد الثورة اليمنية الأم والخالدة التي قضت على الحكم الامامي الكهنوتي المستبد والذي حكم الشعب بادعاء المرجعية الإلهية وبآليات العنصرية السلالية وعزل البلد عن العالم لتتعايش فقط مع أوجاع الفقر والجهل والمرض.. فقد كان مصرع رأس الفتنة وشرارتها الأولى في نفس الشهر تأكيداً على ان سبتمبر الذي كان شهر الخلاص لهذا الشعب من الاستبداد هو نفسه الذي تولى البعد الزمني لمصرع من أراد إعادة عقارب الساعة الى الوراء وضرب النظام الجمهوري واعادة الحكم الكهنوتي مجدداً.
وبنفس التخصص يشهد سبتمبر الجاري أشرس جولة تخوضها القوات المسلحة والأمن ورجالها البواسل في مواجهة المتمردين الحوثيين في تصميم من القيادة السياسية على تطهير مديريات صعدة من بربرية هذه الشرذمة الارهابية التخريبية.
وما نلمسه هذه المرة هو توجه نحو الحسم مسنود بالتفاف شعبي ومن كافة قوى المجتمع الحية التي تتطلع الى استئصال هذا السرطان الخبيث.
كما أن دول المنطقة ومنظومة شبه الجزيرة العربية والخليج قد أكدت على دعمها لليمن من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته، وإدراكها لمخاطر مايجري باعتبار انه لايتهدد اليمن فقط وانما يعد جزءاً من مخطط خارجي يستهدف تطويق دول الاقليم وخلق قلاقل وبؤر توتر داخلها عبر توجهات فكرية معينة تخدم مرجعيات دينية وسياسية معينة، لم تكن فتنة الحوثيين أول بؤرة يقفون وراءها ولن تكون الأخيرة في منطقة شبه الجزيرة والخليج، إذا لم يكن هناك اصطفاف كامل لأشقاء وجيران اليمن ومواقف معنوية ومادية داعمة ومساندة للدولة والحكومة اليمنية.