موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الأمين العام يعزي محمود الكحلاني بوفاة نجله - الشريف يعزي بوفاة الشيخ منصور المرجلة - نائب رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ صالح سيف العلوي - قيادات حزبية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر المبارك - التكوينات الشبابية والطلابية تهنىء رئيس المؤتمر بعيد الفطر - دائرة المنظمات الجماهيرية تهنىء ابوراس بعيد الفطر - فروع المؤتمر في المحافظات والجامعات تهنئ أبو راس بعيد الفطر - عميد البرلمانيين اليمنيين يهنئ رئيس المؤتمر بمناسبة عيد الفطر - هيئات المؤتمر التنظيمية تهنئ ابو راس بعيد الفطر - الدكتور لبوزة يهنىء الشيخ المناضل ابو راس بعيد الفطر المبارك -
تحقيقات
السبت, 16-مايو-2009
الميثاق نت -   تحقيق: صالح البيضاني -
إلى الشرق من العاصمة اليمنية صنعاء تقبع مدينة مأرب القديمة على رصيد هائل من التاريخ العريق الذي شهدته هذه المدينة التي احتضنت أبرز فصول التاريخ اليمني الذي وصلت أصداؤه إلى مشارق الأرض ومغاربها حيث كانت مأرب العاصمة السياسية لدولة سبأ التي نشأت في الألف الأول قبل الميلاد كأهم دولة حكمت جنوب جزيرة العرب.. كما قامت في مأرب العديد من الدول اليمنية القديمة "السبئية- القتبانية –المعينية".
ويقول المؤرخون أن تسمية مدينة مأرب موغلة في القدم وتعود إلى مطلع الألف الأول قبل الميلاد، حيث ذكـرت فـي نقوش من القرن الثامن قبل الميلاد باللفظ "م ر ي ب"، وفي بعض النقوش المتأخرة ظهر اسمها باللفظ "م ر ب". ويرجح أن التل الذي تقع عليه مأرب اليوم هو مكان قصر سلحين الذي ذكره المؤرخ الحسن بن احمد الهمداني..
ويذكر الكثير من المؤرخين أن مأرب قد شهدت ابرز مراحل ازدهارها خلال المرحلتين الأولى والثانية للدولة اليمنية القديمة وقد بنيت على الأرجح في الألف الثاني قبل الميلاد..
وقد ذاع صيتها ومكانتها التاريخية لما حققته من انجازات وخصوصا في مجالي الزراعة والري حيث برع المعماريون اليمنيون في بناء السدود والحواجز المائية والتي من أشهرها سد مأرب القديم الذي دلت الآثار الحميرية القديمة أن أول من بناه هو "علي ينوف وابنه تبع آمر" وكان يسمى حينذاك "عرما يمأرب" ولازالت إطلاله باقية حتى اليوم ويعود تاريخ بناء السد إلى القرن السابع قبل الميلاد غير أن الكثير من الخبراء والباحثين الذين زاروا الآثار المتبقية من السد يرجحون أن تاريخ بنائه قد تم على مراحل بدأت من "الألف الأول قبل الميلاد" ليأخذ شكله النهائي في "القرن الخامس قبل الميلاد" في عهد المكرب "سمهعلي ينوف بن ذمار علي" والمنقوش اسمه على صخرة فوق الصدف الأيمن للسد القديم.. الذي يبلغ ارتفاعه حوالي "18" متراً، وطوله بين الصدفين نحو "700" مترا..

وقد شيد السد على وادي "أذنة" بين الجبلين "البلق الشمالي والبلق الأوسط"، وجبال البلق هي سلسة من الجبال تؤلف الحاجز الأخير للمرتفعات الشرقية قبل أن تلتقي بالصحراء. وهناك وديان تصب في "وادي أذنة" يصل عددها إلى سبعين وادياً تقريباً..

وقد اكتشف مؤخرا فريق من علماء الآثار الألمان بقايا سد تحت أنقاض سد مأرب القديم الذي يرجع تاريخه إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.

ويعد السد أقدم حاجز مائي في العالم وشاهد على عبقرية الهندسة الزراعية في اليمن القديم، ويؤكد على عظمة السد حجم الكارثة التي نتجت عن تهدمه حيث أدى ذلك إلى حدوث الهجرات القديمة من اليمن إلى كافة أصقاع الوطن العربي..

ويقول ياقوت الحموي في كتابه "معجم البلدان" أن انهيار السد كان بفعل الجرذان التي هدمته بأظفارها وأسنانها، وكان ذلك بنبوءة من زوجة ملك سبأ حيث تسبب انهيار السد في تشتت عدد كبير من القبائل اليمنية وهجرتها حتى قيل في ذلك "تفرقت أيدي سبأ"..

وقد أعيد بناء السد في موضع غير بعيد من مكان السد القديم على نفقة المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وتم افتتاحه في العام 1986.

إضافة إلى انجازات مملكة سبأ الزراعية مازالت هناك الكثير من الآثار التي تعود لتاريخ هذه المملكة العظيمة التي ازدهرت في زمنها تجارة العطور والبخور واللبان ..

وقد ذكرت شهرتها تلك في عدة مصادر مثل العهد القديم والإلياذة وقد تحكم موقع مأرب في وادي سبأ بطريق التجارة المعروف بطريق اللبان، الذي كان من أغلى وأهم البضائع في ذلك الوقت نظرا لاستخدامه في الطقوس الدينية في معابد العالم كافة.. كما ورد ذكر مملكة سبأ في القرآن الكريم من خلال قصة الملكة بلقيس و نبي الله سليمان عليه السلام، وقصة سيل العرم.

ويعود تاريخ أقدم المصادر التي أشارت إلى مملكة سبأ إلى نقوش أراد نانار، أحد ملوك مدينة أور المتأخرين،حيث وردت كلمة "سابوم" والتي تعني "مدينة سبأ".

وتشير العديد من المصادر التاريخية أن مملكة سبأ التي نشأت فيما يسمى اليوم بمأرب قد وصل نفوذها وسيطرتها إلى أجزاء من القارة الإفريقية، ويشار إلى أنه "في العام الرابع والعشرين قبل الميلاد وأثناء إحدى الحملات على المغرب، هزم الجيش السبئي جيش ماركوس إيليوس غالوس الروماني الذي كان يحكم مصر كجزء من الإمبراطورية الرومانية التي كانت أعظم قوة في ذلك الزمن دون منازع".

إلى جانب كونها المحافظة الثالثة في الإنتاج الزراعي والثانية في الإنتاج النفطي في اليمن لازالت مأرب تمتلك أهم المقومات السياحية التي جعلت منها وجهة رئيسية للسياح القادمين من دول أوروبا ويعود ذلك لوجود أهم المعالم التاريخية فيها مثل سد مأرب القديم ومعبد الشمس "عرش بلقيس" الذي يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة مأرب القديمة، ويبعد عنها نحو "4 كم"، وإلى الشمال الغربي من محرم بلقيس "معبد أوام" والذي يقع جنوب مدينة مأرب القديمة على الضفة الجنوبية لوادي أذنة وهو بناء كبير وضخم، كانت الرمال تغطيه.

ومازالت مأرب حتى اليوم موقعا أساسيا للبعثات الأثرية من مختلف بقاع العالم حيث تتوالى الاكتشافات في المدينة ومحيطها حيث تم اكتشاف بقايا مواقع تعود للعصور الحجرية في شرق مدينة مأرب في صحراء صيهد "رملة السبعتين"..

إضافة إلى المقابر البرجية في منطقة الرويك والثنية والتي يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ.

كما لم تتوقف الحفريات في "معبد الشمس" الذي يطلق عليه "محرم بلقيس" أو "معبد أوام" والذي تعمل فيه البعثات الغربية منذ نحو نصف قرن حيث اكتشفه عالم الآثار أرنو عام 1843 تلاه الأثري هالفي في العام 1870.. كما زاره عالم الآثار ادوارد جلا زر عام 1888..

وفي العام 1943 بدأ أول تصوير فوتوغرافي للمعبد بواسطة الرحالة نزيه مؤيد العظم وتبع ذلك زيارة عالم الآثار المصري أحمد فخري عام 1947.. فيما بدأت المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان أعمال الحفر في معبد أوام بين عامي 1951و 1952 برئاسة "ويندل فيليبس" صاحب كتاب "كنوز مملكة سبأ"..

وتعود أهمية المعبد نظرا لكونه المعبد الرئيسي للإله "المقة" إله الدولة السبئية، ويعد بمثابة المعبد القومي للإله "المق" و رمزاً للسلطة الدينية في سبأ، ويعود تاريخ بناء المعبد إلى عهد المكرب السبئي "يدع إل ذرح بن سمه علي" الذي حكم في القرن الثامن قبل الميلاد..

ويتكون المعبد من "سور بيضاوي الشكل تقدر أبعاد المنطقة الواقعة داخله بـ"100 × 75 متراً"، وسمك جـدار السـور ما بين "3.90 متراً" إلى "4.30 متراً"، ويوجد في الجهة الغربية منه فتحة في بناء السور اتساعها "88 سم"، وهذه الفتحة بمثابة باب في تلك الجهة بينما المدخل الرئيسي للمعبد في الجهة الشمالية الشرقية، يتقدمه صف من ثمانية أعمدة حجرية يبلغ ارتفاعها بين "4.65 - 5.30 م" شكلت فيما بينها وبين الجدار ساحة مستطيلة الشكل أبعادها "23.97 × 19.15 متراً"، ثم تأتي بعد ذلك ساحة أخرى في مبني المعبد تليها ساحة كبيرة مكشوفة تحيط بها أربعة أروقة تقوم أسقفها الحجرية على أعمدة حجرية.

ويمثل معبد أوام أهم مصدر للتاريخ اليمني حيث يزيد عدد النقوش التي تعود أصولها للمعبد أكثر من 600 نقش يمكن أن تكون مرجعا في كتابة المعجم السبئي ومعرفة الكثير من الأحداث التاريخية.. ويتحدث الكثير من علماء الآثار عن إمكانية إعلان المعبد كأعجوبة ثامنة من عجائب الدنيا نظرا للتوقعات المتوخاة على صعيد الاكتشافات الأثرية من المعبد الذي يعد أكبر معبد تأريخي قديم في الجزيرة العربية وقد أدت أعمال التنقيب الأثري التي تقوم بها المؤسسة الأميركية لدراسة الإنسان في المعبد عن الكشف عن عشرات النقوش الأثرية الجديدة التي تعود في الغالب إلى القرن السادس قبل الميلاد، كما تم الكشف من خلال التنقيبات في المعبد عن عدد من المباني الأثرية الهامة التي يصل ارتفاع جدرانها إلى 16 متراً مبنية بأحجار ضخمة من أحجار البلق عليها نقوش مكتوبة بالخط المسند.. كما تم اكتشاف مكتبة أثرية، أكد خبراء آثار أنها تمثل واحدة من أكبر المكتبات التوثيقية التاريخية في الشرق القديم، نظرا لما تحتويه من وثائق هامة مدونة بالخط النباتي. كما تم العثور في المعبد على المكان الذي كان السبئيون يستخدمونه لصهر البرونز وصناعة التماثيل والنقوش البرونزية،إلى جانب اكتشاف قنوات مياه مقطعة بألواح برونزية.

أما معبد بران الذي يطلق عليه "عرش بلقيس" والذي يقع إلى الشمال الغربي من محرم بلقيس فيعد ثاني معبد يمني قديم من حيث الأهمية بعد معبد اوام ويعود تاريخ بنائه إلى "القرن السادس ق . م"، وقد مر المعبد بعدة مراحل، وتم في أولاها بناء الهيكل والبوابة التي تتقدمه إلى جانب السلم الموجود أمام تلك البوابة، وتلاها بناء الفناء بامتداده الأصلي وبدء بناء البئر، وتم في آخر مرحلة "بالقرنين الثالث والرابع الميلاديين" إضافة الأبراج الخارجية للسور اللبني، وبعد ذلك لم يتم أي بناء في المعبد حيث لم يعد يستخدم للتعبد مع اعتناق ملوك حمير الديانات السماوية أواخر القرن الرابع الميلادي.
والمعبد عبارة عن فناء مكشوف تحيط به الأروقة من ثلاثةجوانب عدا الجهة الشرقية، وهذه الأروقة محمولة على أعمدة مستطيلة الشكل.
وتفتح في منتصف الضلع الشمالي بوابة تؤدي إلى الفناء، ويبلغ عرضها "2 متر"، وهـي مناظرة لبوابة ثانية تفتح فـي الضلع الجنوبي ويبلـغ عرضها "1.85 م" كما تفتح في منتصف الضلع الشرقي للفناء الهيكل - وهو على منصة مستطيلة الشكل مرتفعة عن الفناء.
ويصعد إليه من الفناء بواسطة سلم له أكتاف، يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب "23.25 م"، وعرضها من الشمال إلى الجنوب "17.82 م"، ويبلغ ارتفاعها عن أرض الفناء ثلاثة أمتار، ويتقدم المنصة "قدس الأقداس" حيث الستة أعمدة "الباقي خمسة والسادس مكسور حاليا" ذات التيجان المزخرفة بالمكعبات البالغ وزن العمود الواحد منها 17 طن و350كم وطوله 12 متر وأبعاد سمكه 80 سم، 60 سم، وهي أعمدة مصنوعة من الحجر، وتوجد خلف هذه الأعمدة بقايا قواعد أربعة أعمدة موازية للأعمدة الأربعة الوسطى من أعمدة الصف الأمامي الستة، وخلف هذا البهو يوجد الهيكل، وهو عبارة عن أرضية مستطيلة الشكل مرصوفة بحجارة مستطيلة، وعلى أطرافها بقايا أعمدة مستطيلة موزعة حول أرضية الهيكل على شكل أروقة، وفي مركز الحرم يوجد حجر مستطيل في أربع حفر دائرية يرجح أنها كانت تستخدم كقاعدة لتمثال حيواني ربما يكون رمزاً للإله، كما توجد كذلك البئر المقدسة وحوض ماء حجري يصل إليه الماء بواسطة مصب من فم الثور المقدس".
عن: العرب اونلاين
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
شراقات في العمل الخيري
رياض يحيى

شعب يمتلك إرادته لا يُقهر
توفيق عثمان الشرعبي

أهمية تشجيع أعمال الخير في رمضان
عبد السلام الدباء

فلسطين حرة أبية
أ. فاطمة الخطري*

فلسطين.. ستعود الأرض وتنتصر القضية
راسل القرشي

حرب الريال.. حرب البطون ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

فضفضات رمضانية
أوس الارياني

المتغيرات تتجه نحو معركة شاملة
أحمد الزبيري

تسع سنوات من الصمود والتقدم في مواجهة التحديات
أحمد سلطان السامعي

أقولها، وأنا بذلك زعيم..
الشيخ/ عبدالمنان السنبلي

العزيز الذي لم ولن يموت في ذاكرة الشعب
عبدالحكيم أحمد الحكيمي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)